Friday, October 09, 2009

عبدة الشيطان


إحتكر البشر وما زالوا فكرة الاعتقاد بأن لديهم القدرة العقلية الكافية التى تؤهلهم للتعامل مع معطيات الواقع بعقلانية تفوق دائما قدرة الحيوان

مقال اليوم سيلقي الضوء على هذا الاعتقاد السائد لنرى ما إذا كان كل البشر بالفعل لديهم تلك القدرة وإن كان بإمكانهم إستخدامها فى كل الاحوال، فإن كنت من المؤمنين بالله ورسوله إنتظر حتى نهاية المقال وربما تفاجئ انك أقل قدرة من الكلب أو الحمار

لنبدأ من القاع وبلغة بسيطة حتى يتمكن الجميع من المتابعة والفهم

أنت تعتقد انك تعبد الله، ذلك الاله الخفي الذى الصقت به الاديان شتى الصفات والقدرات ومنحته الاجلال والتعظيم ومات الكثيرين أو قَتلوا وقُتلوا من أجله ... رائع، والله كما تردد الاديان خير، لان الشر ومرادفاته أُلصقت بكائن أخر خفى أيضا أسموه الشيطان
خلاصة القول لدينا الخير متمثل في شخصية الله ولدينا الشر متمثل في شخصية الشيطان، والاديان كلها دون استثناء إختارت أن تعبد وتقدس الله وتلعن وتعوذ بالله من الشيطان، وسؤالى هو : هل انت بالفعل متأكد من انك إخترت طريق الخير وليس طريق الشر؟ هل انت على يقين من انك حقا تعبد الإله ولا تعبد الشيطان اللعين؟

إن كانت إجابتك كما أتوقع أن تكون ... بنعم ، إذن أجب بنفسك على الاسئلة البسيطة التالية :ـ

من الذى إختار أن يرسل العديد من الانبياء والرسل والديانات التى تنكر كل منها الاخري وتصفها بالضلال ... الله أم الشيطان؟
ـ من الذي أعد نارا موقدة لحرق وتعذيب البشر فى الاخرة ... الله أم الشيطان؟
ـ من الذى من أجله قتل و قُتل الالاف من البشر فى غزوات وحروب بإسمه ومن أجله ومن الذي يفجرالمؤمنين أنفسهم في سبيله... الله أم الشيطان؟
من أجل من تنحر ألالاف من رقاب الحيوانات كإضحيات وقرابين ... الله أم الشيطان؟
من أجل من يتم تبديد المليارات من أموال الفقراء سنويا فى حج وعمرة ... الله أم الشيطان؟
من أجل من تبدد الالاف من الاراض لاستخدامها كدور للعبادة والتى تكلف مليارات سنويا على ادارتها وصيانتها ... الله أم الشيطان؟
بإسم من يتم ابتزاز الفقراء فى الدجل والعلاج بالرقية الشرعية والاتجار بآياته ... الله أم الشيطان؟

هل القتل والتعذيب وإلقاء البشر بالنار أحياء وسفك الدماء وتبديد أموال الفقراء وإغراقهم فى الدجل والخرافات خير فى رأيك؟

هل تعبد حقا إله أم أنك غارق فى الرعب حتى اصاب الشلل عقلك وأفقدك القدرة على التمييز بين الخير والشر؟

من هو الشيطان الحقيقى فى رأيك؟ الجبار المتكبر القهار القابض المذل الضار الملك الذى تهابه وترهبه وتخاف عذابه الاليم، أم التافه الذى لا حول ولا قوه له سوى الوسوسه؟

هل انت واثق حقا فى كلام خير الماكرين الذى حدثك عن نفسه وعن من قال عنه الشيطان الرجيم؟

اليس من الوارد ان يكون الشيطان الحقيقى لم يكتفى فقط بالاعتراض على السجود لادم، بما انه جاهر برفض الطاعة وتحدى إرادة الله وفقا لاساطير الاديان؟ كائن له القدرة على رفض امر الاله وتحديه، من يدرى .. ربما كانت له قدرات اعظم! قدرات مكنته ليس فقط من الثورة على الاله بل ربما مكنته من عزله واحتلال مكانه، وربما هذا مايفسر التخبط والتضاد والعداء والدم والتعذيب والقتل فى الاديان، كما يفسر صمت الاله الازلى عن الفساد والجرائم وعدم الاستجابه لدعاء او رجاء، كما لو كان إما سادى مجرم يتلذذ بما يرى من جرائم وفساد، او بالاحرى عاجز عن الاستجابه لسبب ما ولا يقوى على فعل اى شيئ

أفعال وأقوال إله الاديان الذى نحن بصدد الحديث عنه تحوى دلائل عديده تفضح حقيقته، نحن البشر كثيرا ما نردد ان الكمال لله وحده، فما هو الكمال؟ الكمال فى رأيى كبشر وبإختصار شديد .. هو قمة المثالية فى القول والفعل... فهل يرقى إله الاديان الى تلك الدرجة البشرية من المثالية ويتعداها بمراحل نشعر معها أنه حقا فى غاية الكمال؟

كثيرا ما استوقفنى التشابه الشديد فى تصرفات الله أو من يقال عنه الله بتصرفات أقدم شيطان عرفته البشرية، اتحدث هنا عن شيطان الفراعنة (ست) الذى سبق لى الحديث عنه مرارا على صفحات المدونة، فليس من الصدفة مثلا أن يقذف الشيطان الشرير (ست) إبن أخيه (حورس) بكره من النار ليلحق به الاذى، ولا يجد الله بجلالة قدره وسيله اخرى سوى قذف الشياطين بكرات من النار ليلحق بها الاذى! (وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَـنٍ مَّارِدٍ - لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الاٌّعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ - دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ - إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) ، (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّـهَا لِلنَّـظِرِينَ - وَحَفِظْنَـهَا مِن كُلِّ شَيْطَـنٍ رَّجِيمٍ - إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ) ، (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ) ... غريب أمر هذا الاله! من الذى اخبره بتلك الوسيلة الفرعونية الشيطانية المتوغلة فى القدم؟! لا داعى للعودة للوراء لالاف السنين.. دعنا نعود فقط 63 عام قبل موت ابن امنه اى يوم مولده ونقرأ كيف كانت خرافة مطاردة الشياطين بكرات النار وتحديدا بما كانوا يعتقدوا انها نجوم آنذاك ... وتلاشيا لحشو المقال بعن فلان ابن علان قال حيران ابن سعفان.. إرهق نفسك قليلا بالبحث عن قصة ولادة ابن امنه التى تناقلتها العديد من المواقع نقلا عن كتاب بحار الانوار لتدرك ان كاتب القرآن إستقى خرافته بالفعل من اساطير الاولين

نفهم من هذا ان قذف الاعداء بكرات النار تقليد شيطانى قديم وليس تصرف يدل على ان صاحبه يملك حقا قدرة (كن فيكون!) ناهيك عن عدم منطقية بل غباء التصرف فى حد ذاته، لانه لا يضير الماء ان ترشها بالماء ولا يضير النار ان تقذفها بالنار، وكالعادة بينما تتمتع اساطير الفراعنة بالمنطقية فى البناء الدرامى، حيث يكون من المقبول عقليا ان يتمتع شيطان اسطورى شرير مثل ست بقدرة قذف حورس بكره من النار فيقتلع عينه، نجد ان نفس الاسطورة بمجرد ان تناقلها العرب جردوها من المنطق لتتناسب وقدراتهم العقلية المتدنية، وما ان وصلت الى قرآن ابن امنة إتسمت حقا بالغباء

لا استطيع ان اتصور ان إله قادر لا يجد وسيلة أذكى لعقاب الشياطين الاشرار المخلوقين من نار سوى قذفهم بكرات من النار، إلا اذا كان هذا الاله إله زائف وليس أكثر من شيطان يداعب شياطينه بقذفهم بكرات النار ليمنحهم مزيدا من القوة

مؤكد.. أن للحديث بقية



Sunday, August 23, 2009

رمضان
شهر حورس أم الشيطان؟


إن نظرت حولك فى معظم شوارع القاهرة الكبرى، ستجد مشهد يتكرر كل عام، مشهد يصنع ديكوره ويلعب أدوار البطولة فيه عامة الناس، هذا المشهد تجده ايضا خارج العاصمة، فى كل محافظات وقرى مصر... مصر كلها تحتفل بثبوت رؤية الهلال... أو بالاحرى، تحتفل كعادتها منذ ألاف السنين برؤية عين حورس تطل على أرض أجدادنا الفراعنة معلنة بدء شهر الاحتفال بإنتصار الخير على الشر، بإنتصار حورس على عمه الشرير ست

لا شيئ على الاطلاق يمكن طمسه او حذفه من صفحات التاريخ طالما أن هذا التاريخ موثق، لا شيئ يصعب تتبعه ومعرفة أصله ومصدره حتى ان راهنت على جهل عامة البسطاء من الناس، لان الحقيقة على بعد خطوات منهم ولا يمكنك حجبها او اخفائها للابد

أجمل ما فى الاساطير المصرية القديمة أنها قامت على ما نسميه (منطق الحكماء)، والحكيم عند الفراعنة لم يكن سوى شخص معروف بالعلم والحكمة وسعة الافق. وكان من عادة المصريين القدماء والتى ورثناها عنهم.. الترميز، اى استخدام رموز من معطيات الحياة لتصوير الواقع سواء كان حقيقة او نظرية بطريقة تجعله جزء من حياة الناس، مع ملاحظة ان انتقائهم لتلك الرموز لم يكن بأى حال من الاحوال متناقض مع حقائق الواقع، فكما سطروا اسطورة خلق الحياة على الارض من الماء التى اقتبستها كل الاديان دون استثناء، سطروا اسطورة انتصار الخير على الشر المتمثلة فى انتصار حورس على ست

تقول الاسطورة التى وردت بكتاب الموتى، ان ست، الشيطان الشرير إله الريح والعواصف نمى الى علمه ان حورس ابن عدوه أوزيريس سيجتمع بالاله العظيم رع فخطط ست لقتل حورس، تجسد ست فى هيئة خنزير ضخم ولون جلده بلون السحاب القاتم المخيف ومر بالقرب من رع وحفيده حورس مكشرا عن انيابه ليلقى فى نفس حورس الرعب، وفجأه قذف ست كرة من النار أقتلعت عين حورس، فحلت لعنة الاله العظيم رع على الخنزير، ولم يعد مباح للناس أكله، كما لم يعد يسمح لمن يقوم بتربيته بدخول الهياكل والمعابد، أصبح الخنزير الملعون ذبيحة حقيرة يبتاعها المصريين عند ثبوت رؤية هلال القمر الذى يرمز لاحد عين حورس، وعندما تحين ليلة إكتمال القمر، يبدأ المصريين فى الاحتفال بإكتمال عين حورس (القمر) وينحرون الخنزير تلك الليلة، ليس كقربانا او حبا فى الخنزير وانما كراهية لهذا الحيوان الملعون الذى يسيلون دمه إنتقاما من الشيطان الشرير ست الذى تجرأ واقتلع عين حورس.. ولا زال يفعل فى سماء مصر عندما يقتلع القمر من سمائها فيعم الظلام وتعم الوحشة

بداية ظهور هلال القمر كانت ترمز لعودة عين حورس وانتصاره على قوى الشر والظلام، وعند ثبوت رؤية الهلال يبدأ المصريين فى اعداد
الفطائر التى تشبه هلال القمر (الكروسان الان) الذى كان يصنعه المصريين من افضل ما لديهم من دقيق وزبد، وتستمر هذه الاحتفالية طوال الشهر، ولم يكن الاحتفال دون مغزى عقائدى او حكمة روحانية، فقد احب اجدادنا الفراعنة الاله أوزيريس الذى مات ويعث حيا من موته ليكفل لهم الحياة الابدية بعد قيامهم من الموت، وكذلك كان حبهم للاله حورس المتمثل فى القمر، فهو ليس مجرد رمز لا قيمة له ولكن له تأثير بالغ الاهمية والاثر فى حياة الكائنات، يرفع منسوب المياة فى النيل كلما اقترب، ويضيئ بنوره سماء مصر معلنا انتصاره على قوى الشر والظلام

تسربت الاسطورة عبر التاريخ الطويل الى العديد من الامم، اتخذ العبرانيين القدامى الخنزير طوطما حرموا مسه، ثم حرموا أكله واعتبروه رجسا من عمل الشيطان لا يجوز أكله إلا فى حالة المجاعة وضمن طقوس دينية مسروقة عن الفراعنة، كما حرم السومريين تقديم لحم الخنزير الى كهنة المعابد، ووجدت الاسطورة طريقها الى الاغريق وادعت ان الخنزير هو قاتل ادونيس عاشق افروديت، وغيرهم العديد من الاساطير

ولكن ما سر احتفال المسلمين برؤية الهلال؟

لماذا صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ؟

ما سر اعتلاء قبب المساجد ومأذنها لهذا الهلال؟ قارن بين الصورة عاليه وبين الهلال المذنب الذي يعلو المساجد.. ياله من تشابه مريب

هل هذا التقديس مجرد صفة؟ هل أعجب إله ابن امنه بأسطورة حورس ورمزية القمر والهلال عند الفراعنة فقرر حشرها فى الاسلام؟

ما سر تطابق هذا التوقيت من السنة بين اسطورة الفراعنة وطقوس الاسلام فى رمضان؟

هل هى صدفه ان يعنى لفظ رمضان المأخوذ عن رمض شدة لهيب الحر؟ وهل لهذا علاقة بكرة اللهب الذى اقتلعت عين حورس والتى نراها تعلو الهلال بالصورة؟

ما سر تزامن تصنيع العجائن كالكعك الذى يرمز لعين حورس والقطايف والكروسان الذي يرمز للهلال خلال هذا الشهر دونا عن غيره من شهور السنة تماما كما فعل اجدادنا الفراعنة؟

ما سر تطابق اسطورة الفراعنة من انتصار حورس على الشيطان ست وظهور حورس فى السماء، مع تصفيد الشياطين بالسلاسل فى شهر رمضان ؟ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ! يا لها من صدفه

أأجل اذا الحديث عن الشياطين والجن والعفاريت الى المقال القادم احتراما واجلالا لطقوس أجدادنا الفراعنة

Saturday, June 20, 2009

فى بيتنا ِرجل


رحلة الاعتقاد بالخرافات لابد ان تبدأ من الطفولة، ومن منا لم يمر بتلك المرحلة وترك لخياله العنان لينسج ويجسد كل ما يسمع من حكايات عن الجن والاشباح والبيوت المسكونة وأبو رجل مسلوخه وأمنا الغولة وغيرهم من شخصيات الحكايات الوهمية المخيفة

الطفل بطبعه يريد ان يرى ويعرف كل شيئ واى شيئ عن اى شيئ يشبع لديه غريزة حب الاستطلاع ومعرفه المجهول الذى لا يعلم تفاصيله سوى الكبار.. وكثير جدا من الكبار لا يدرك مدى تأثير الروايات المخيفة على الطفل

كونك تتحدث الى طفل فى عمر 3 سنوات عن الموت والاخرة والحساب والعقاب ظنا منك انك بذلك تعلمه ان لا يكذب او يطمع او تمتد يده دون اذن لما لا يخصه فهذا هو الغباء بعينه لان زرع القيم وتهذيب السلوك والخلق إن تم بالتخويف والترهيب فلن يصنع من الطفل شخص سوى بل سيصنع منه طفل معاق فكريا، كلمة الموت فى حد ذاتها ربما بسيطة على اذن الكبير ولكنها فى نظر الصغير ساعات طويلة من الرهبة والخوف والاضطراب النفسى والارق.. ليل مخيف وغرفة مظلمة تضيق وتضيق حتى يشعر انه يكاد يختنق فى سريره دون ان يجد مخرجا.. لان الكبير استهان بوقع الكلمات على عقل الصغير ولم يدرك ابعادها.. والصغير يشعر ان ملاذه وحاميه هو من تسبب فى تخويفه ورهبته فتضيق الدنيا اكثر واكثر الى ان يلتقطه النوم ليخرجه من ضوضاء عقله الواعى ويقذف به الى غياهب عقله الباطن الذى يجسد له فى احلام وكوابيس مزعجة كل الشخصيات المخيفة.. فيرى الصغير اخيرا وللمرة الاولى خرافات واساطير الكبار وقد تحولت الى واقع.. ومن هنا تبدأ مرحلة الايمان.. الايمان بالخرافات.. بالغيب.. بالله.. بعذاب القبر.. بالجن والملائكة والشياطين والاشباح


مساكين هؤلاء الاطفال.. يأتون الى الحياة بعقل وذهن صاف وغريزة حب الحياة تدفعهم لاستكشافها لمعرفة الحياة وخباياها فيصطدموا اول ما يصطدموا بهمجية وخرافات الكبار


لا احد يستطيع ان يحجب المعرفة عن الطفل او يحميه من خرافات الكبار، وان لم يبتليك قدرك بوالدين من النوعية التى ذكرتها سلفا فسوف يبتليك بجار او جاره او فرد من العائلة يخبرك بما اخبروه فى صغره وعندما تحاول الاستفسار عن الامر من والديك تكتشف ان محاولات الاب والام تلطيف الصورة لن ينجيك من التفكير والتأمل والتوتر عندما يأتى الليل وتجد نفسك فى مواجهة سقف غرفتك تنتظر ان ترى اشباح او جن او شياطين سمعت بها ولكنك لم تراها من قبل ولم يكن لوجودها او عدمه اى تاثير سلبى على نومك وتفكيرك قبل تلك الليلة.. انها الليلة الاولى مع الموت والعذاب والقبر والجن والشياطين.. ومن الآن فصاعدا لم يعد سكان المنزل هم أنا وابى وامى فقط ولكن.. اصبح بالبيت سكان جدد يجوبون البيت اثناء الليل! لقد كانت حياتى افضل كثيرا قبل ان اعرف بوجود تلك الكائنات..لا خوف ولا رعب ولا احلام مزعجة ولا كوابيس.. ماذا افعل الان وفى بيتنا رِجل غريبة؟


عندما كنت فى المرحلة الابتدائية وتحديدا فى السنة النهائية كان لى زميل دراسة ظريف جدا وشقى جدا ويفعل اشياء تثير الاستغراب والتعجب، المدرسة التى ندرس بها كانت خاصة، ولم يكن فى الكلاس بأكمله شخصية مثيرة مثل هذا الزميل، كأننا جميعا من نفس الاسرة وتلقينا نفس التربية ولنا تقريبا نفس السلوك.. لا عنف.. أدب جم.. لطف فى المعاملة.. حتى الشقاوة كانت دون إساءة او أذى.. عدا هذا الزميل.. هو الوحيد الذى يأتى متأخرا الى المدرسة رغم انه يقيم قريب من المدرسة.. هو الوحيد الذى يمسك الكرة وسط الملعب بيده اثناء المباراة، هو الوحيد الذى يعرف كثيرا عن اشياء مشوقة نجهلها.. مثل الجنس وبودرة منع الحمل ( للنهاردة ماعرفتش بودرة ايه دى اللى تمنع الحمل! بودرة صراصير ولا بودرة العفريت!) ويعرف الكثير عن الموت والجن والعفاريت.. هو الوحيد الذى تأتى خالته او امه الى المدرسة من وقت الى اخر لتشكو سوء سلوكه فى البيت.. بينما ننظر اليه جميعا كأنه هيرو.. واو لقد قذف امه بلمبة الجاز! كثير منا سمع بلمبة الجاز ولكنه لم يراها سوى فى بعض المحلات او فى الافلام.. قذف امه بلمبة جاز مشتعلة؟! لهذا لن انسى الافواه والعيون المفتوحه واصوات ونظرات الاستغراب عندما سمعنا الخبر من خالته وهى تشكوه للمدرس.. اما هو.. فلا يعير اى اهتمام ويشاركنا الابتسام بخبث بينما تكمل خالته حديثها الى المدرس قائلة : أنا قولتلو حشتكيك للمس ولا همو فيا ريت تقوله يكون كويس يا استاذ لان ابوه لو عرف حيموته

يخاطب الاستاذ زميلنا: مش عيب كده؟

فيرد زميلنا مبتسم بينما يوزع نظراته علينا: دى قالتلك يا مس


لم يكن هذا الزميل صديقى ولم اذهب الى بيته او آتى هو الى بيتى برغم قضاء خمس سنوات تقريبا معا فى نفس الكلاس، وفى احد الايام بينما نقضى فترة الصباح فى مكتبة المدرسة نبحث عن قصة قصيرة مشوقة لنقوم بقراءتها ثم نعد موضوع عنها فى البيت ونقدمه فى اليوم التالى.. اذا بهذا الزميل يقول للمدرس بصوت مرتفع: مش حعرف اكتب حاجة فى البيت النهاردة اصل حيعملوا لخالتى زار. فرد المدرس مبتسم: اكتبه بعد بكره. لم افهم معنى زار وذهبت اسأله : يعنى ايه اللى قولته ده؟ والتفت حولنا سريعا شلة الفضوليين المعتادة بينما يحدثنا زميلنا عن خالته التى اتت يوما لتشكوه للمدرس.. قائلا : النهاردة مش حعرف اكتب اى حاجة عشان حيعملوا لخالتى زار!.. فسألناه فى صوت واحد: يعنى ايه زار؟ فرد باستغراب: انتم متعرفوش اى حاجة فى اى حاجه زار يعنى يخرجوا من عليها عفريت.. وبمجرد ان ذكر كلمة عفريت غادر عدد منا وبقيت انا واثنين اخرين نطلب منه ان يفسر لنا ما هو الزار وكيف يخرج العفريت

معنى هذا ان العفاريت لا تسكن البيوت فقط ولا تخترق الجدران فقط ولكن يمكنها ايضا ان تخترق اجسادنا وتسكن داخلنا فتغير من سلوكنا فنؤذى انفسنا او نؤذى الاخرين! كان يوم اسود يوم ما سمعنا ان فى حاجة اسمها عفاريت.. وده بيخرجوه ازاى؟

تكتشف انهم يرقصون ويشكلون حلقة للذكر يرددون فيها اغانى دينية تحوى ايات قرآنية، ثم يقومون بذبح دجاج واسالة دمه على جسد الشخص المراد اخراج الجن منه.. وان لم يخرج الجن .. يقومون بلف الشخص فى ملاية سرير ويضربوه بعصا غليظة حتى يخرج الجن تماما كما تفعل الملائكة عندما تعذب الموتى فى القبور! ومن اين يخرج الجن؟ من اى فتحه فى الجسد واحيانا من بين الاظافرواللحم

مرت سنوات وانتقلنا سويا الى المرحلة الاعدادية واقتربت اكثر من زميلى هذا ولكن لم نصبح بعد اصدقاء.. كان والده يعمل مقاول معمارى ويبدو ان مهنة والده كانت عقبه فى ان نصبح اصدقاء فلم يكن مسموح لى ان اكون صداقات او ازور زملاء دراسه فى بيوتهم الا بموافقة الاهل.. وعندما سمعت امى ان والده يعمل مقاول معمارى طلبت منى ان اتجنب الاختلاط بزميلى كثيرا ورفضت ان ازوره او يزورنى.. لا ادرى ان كان السبب هو مهنة والده ام الاسئلة والاستفسارات الكثيرة التى سألتها لأمى عن الجن والزار واخراج العفاريت وعلمت هى ان مصدر المعلومات هو هذا الزميل.. وفى احد الايام بينما نلعب الكرة فى المدرسة سقط هذا الزميل على الارض ولم ينهض او يصرخ فى احد كالعادة.. ذهبنا اليه لنرى ما به فوجدنا جسده يهتز بعنف ويبدو انه فاقد للوعى لانه لا يستجيب لنا.. فى هذه الاثناء حضر مدرس التربية الرياضية مهرولا واخرج منديل من جيبه وضع جزء منه بين اسنان زميلنا ثم حمله وتوجه به الى مكتب الاخصائية.. بعد فتره قصيرة آتت سيارة إسعاف لتنقل زميلنا الى المستشفى وعلمنا من المدرس انه بخير ولكنه يحتاج الى الراحة لهذا سيغيب عن الدراسة لعدة ايام وطلب منا ان نقضى باقى فترة الرياضة الصباحية فى الكلاس ليرسم كل منا صورة او يكتب رسالة ويوقعها بإسمه يتمنى فيها الشفاء العاجل لزميلنا على ان ترسلها المدرسه اليه فى المستشفى

فى اليوم التالى طلبت الاخصائية الاجتماعية من 5 تلاميذ انا منهم ان نذهب معها فى سيارة المدرسة لزيارة زميلنا بالمستشفى وعلمنا منها ان زميلنا هو الذى طلب رؤيتنا وانها ايضا اتصلت بأولياء امورنا لآخذ موافقتهم وانه لا مانع لديهم، وحملنا معها عدة هدايا اعدتها لزميلنا والصور والرسائل التى أعدها الكلاس وذهبنا للمستشفى

وجدت زميلنا على فراش المستشفى هادئ على غير عادته، وما ان قالت الاخصائية: حسيبكم مع بعض عشر دقايق وبعدين حنمشى عشان هو يرتاح وانتم ترجعوا الكلاس. سأل زميلنا بصوت هادئ: هو انا حصلى ايه امبارح؟ فرد احدنا: وقعت واغمى عليك. ورد زميلنا: انا مش فاكر اى حاجه. مرت الدقائق سريعة بين اسئلته واجوبتنا وكانت هذه هى المرة الاولى التى يصغى هو الينا وليس العكس، وبينما كنا نهم بالخروج طلب منى ان اقترب منه وقال بصوت خافت: انا خايف ليكون عليا عفريت ويعملوا فيا اللى بيعملوه فى خالتى، بس الدكتور قالى ماعلكش حاجة انت عيان، قولتله يقولهم كده عشان ما يضربونيش زى خالتى. وطلب منى ان ازوره فى اليوم التالى فأجبته: مش حعرف اجى لوحدى ولازم اقول لماما لو رضت حاجى

علمت فيما بعد ان زميلنا مصاب بأحد انواع الصرع

الصرع يقتل مئات من المصريين سنويا بسبب الجهل والتخلف المتفشى بين فقراء المسلمين، المرض فى حد ذاته غير قاتل ولكن القتل يتم بيد شيوخ الجهل والتخلف الذين يمارسون طقوس الدجل والشعوذة الاسلامية ويعتقدون ان الصرع مس من الجن او ان الجن لبس الشخص فيقوموا بتكتيف الشخص وكويه بالنار وضربه بينما يقرؤون عليه آيات قرآنية لا تضر ولا تنفع

الصرع مرض عضوى يصيب 1% من سكان الارض، 4% من هذه النسبة تعود اسباب اصابتها لاسباب وراثية والنسبة العظمى تعود لاسباب اخرى كالاصابة بامراض عضوية اخرى قد تؤدى لوجود خوراج فى الدماغ او تلف فى بعض خلايا المخ، او نتيجة التعرض لحادث.. الاسباب عديدة جدا وبرغم ان لا علاقة من قريب او بعيد لكائنات خرافيه بهذا المرض.. ظل هذا المرض لملايين السنين يفسر على انه من فعل الجن والشياطين والارواح الشريرة وسيظل هذا الفكر منتشرا بين الجهلة المعاقين فكريا من المؤمنين بخرافات الله ورسوله طالما استسلموا لاقوال ابن امنه واعتمدوا على النقل وليس العقل كما يدعوهم تجار ومرتزقة الدين

شاهد الفيديو التالى لتتعرف على هذا المرض واسبابه، وسأكمل حوارى عن الجن قريبا فى المقال القادم


Saturday, June 13, 2009

الجـــن



الجن.. الشياطين.. العفاريت.. الابالسة وغيرها من الاسماء، كلها مسميات لكائنات يعتقد غالبية المؤمنين بالغيبيات بوجودها لعدة اسباب اولها واهمها انها ذكرت فى قرآن المخبول محمد ابن امنه

الشيطان وفقا للاسلام وكما ورد على لسان ابن تيمية هو اصل الجن، تماما كما يقال ان اصل الانس هو حرامى التفاحة.. ادم! وكلاهما ايضا ووفقا للاسلام عصى أمر ربه

حديثنا اليوم عن الجن، وحديثى عن الجن سيكون شاملا لكل شيئ واى شيئ يتعلق بالجن والشياطين والعفاريت وكل ما يمت لهذه الخرافات بصله.. ولكون تلك الكائنات قريبة منا حسب ما قيل فى الدين وليست بعيدة عنا كالجنة والنار.. فلن يكون الحديث مجرد حديث فقط بل سأذهب الى ماهو ابعد من الكلام.. وربما نجرى معا بعض التجارب العمليه! هذا المقال سيكون مجرد مقدمة للتعرف عن قرب على الجن.. وكالعادة سأعتمد فى مناقشتى لهذا الموضوع على ما ورد فى القرآن بصفة خاصة وعلى الاحاديث الصحيحة وتفاسير الائمة كى نتعرف على هذا الكائن من وجه نظر الاسلام، ثم نبدأ بالبحث عن شواهد فى الواقع الذى نعيشه عن تلك الكائنات المفترضة لنرى معا كيف ان الله ورسوله دجالين ولصوص سرقوا الاساطير ورددوها كالبغبغاء الغبى ليكتمل البناء الخرافى لدينهم القائم على سرقة اساطير الاولين وشرائعهم وطقوسهم

فى الاسلام وكما نعلم جميعا هناك فئة من المرتزقة لا هم لها سوى تأويل أخطاء القرآن العلمية والتاريخية واللغوية.. حتى التخريف.. خضع ايضا للتأويل، فى محاولات بائسة لانقاذ الدين من فضيحة الجهل التى اتسم بها.. والتأويل لمن لا يعلم من القراء.. هو تفسير المعنى الظاهرى الواضح والذى قد يتنافى مع المنطق والمعقول أو يتسبب إدراجه فى التشكيك او هدم البنيان العقائدى.. بإختصار شديد.. التأويل هو تحوير المعنى عن موضعه للدفاع عن.. العقيدة
مثال: أن قلت مثلا.. الله حمار! هنا المعنى النصى واضح لا لبس فيه وهو ان الله جل وعلا حمـــــــار. ولكن ماذا ان تسبب هذا فى مشكلة تغضب المؤمن بألوهية هذا الحمار؟ نلجأ للتأويل.. فنقول ان قوله الله حمار المقصود به.. الله حمار! اى.. الله على الحمار! لالالا.. ليس الله على الحمار اى فوقه ولكن كأن تقول (الله حمار) معبرا عن فرحتك لرؤية الله.. عفوا.. اقصد لرؤية حمار! وما اسهل حل المشاكل.. شكرا للتأويل قد ينجيك من المشكلة شرط ان لا تكون كالغبغاء الثرثار الذى لا يكف عن الافتاء فيما لا علم لك به لدعم ما سرقته من اساطير الاولين.. وهذه هى مشكلة الله ورسوله.. الثرثرة واللصوصية

نبدأ اذا بالتعرف على هذا الكائن المخيف المسمى بالجن.. نريد ان نعرف عنه كل شيئ ذكر بالقرآن والحديث الصحيح حتى نلم تماما بأوصافه واشكاله وقدراته وتأثيره علينا وعلى سلوكنا.. وعملا بمقولة (خلينا ورا الخيبة لحد باب الزريبة) سنبحث وندقق فى دين حمام ابتداء من الخرابة التى عاش بها حتى عرش المجهول الذى قال انه ارسله نبيا على المهابيل

الجن وفقا لسورة الحجر خُلق قبل البشر: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ .. نفهم من هذا ان الله كان لديه وقت فراغ فقرر خلق الجن قبل البشر.. ربما كنسخة تجريبية للبشر.. بروتوتيب.. لماذا؟ لان البشر يشترك مع الجان فى صفات عضوية عديدة أخبرنا عنها ابن امنه فى قرآنه

أولا.. سنكتشف ان للجن قلوب! والادهى.. ان لهم قلوب تفقه وتفكر تماما كقلوب البشر (المسلمين منهم فقط والذين لا يفكرون بعقولهم وفقا للقرآن ولكن بقلوبهم) ولهم ايضا (والحديث عن الجن) عيون و آذان وآلسنة: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا. وانهم يأكلون ويشربون ويضحكون وينكحون.. لا اعرف ان كانوا ايضا يشاهدون الافلام والمسلسلات والمسرحيات لانه لم يرد نص لا قرآنى ولا حديث بهذا الخصوص لافتقار الله ورسوله للعلم بتلك المستحدثات البشرية وان كان قد ورد نص يفيد انهم يستمعون الينا: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ! وانهم يتحدثون بصوت مسموع مثلنا: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ! وانه ايضا يتحدث لغتنا ويفهمها: فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا

إذن يشترك الجن معنا فى العديد من الصفات التشريحية: له عيون، وآذان، ولسان، وفم، وقلب (يفكر ويحب ويكره)! وانهم ذكور وإناث (وَأَنّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ الْجِنّ) ورجال تعنى ان لهم اعضاء تناسلية للنكاح.. برغم انهم خلقوا (وفقا للقرآن) من مارج من نار وليس من حمأ مسنون أى من طين

هل لهم صفات عضوية اخرى حتى تكتمل الصورة؟

نعم.. وفقا لما رواه الطبرانى والحاكم والبيهقى فى الاسماء والصفات بإسناد صحيح عن ابن امنه ان: الجن ثلاثة اصناف: صنف يطير فى الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يخلون ويظعنون. (راجع صحيح الجامع:3/85)، كما اخرجه ابن حبان والحاكم واورده السيوطى فى الجامع الصغير رقم 365 وقد جاء بقرآن ابن امنه ما يفيد ان العفاريت وهى فصيلة من الجن سأتحدث عنها لاحقا.. انها تستطيع الانتقال من مكان لاخر بسرعة فائقة وذلك فى قوله : قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ! ياواد يا سريع! والطريف ايضا ان من الجن من يجيد السباحة والغوص! فقد جاء على لسان حمام رسول الاسلام فى القرآن فى سورة ص: وَالشّيَاطِينَ كُلّ بَنّآءٍ وَغَوّاصٍ
الجن ايضا ووفقا لمحمد يمكنه ان يرانا من حيث لا نراه: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ! ولا يفوتنى ايضا ان اضيف ان للجن قرنان كقرون الخراف، وفقا لما ورد بصحيح مسلم عن ابن عمر ان حمام رسول الاسلام قال : (لا تَحَرّوا بصلاتكم طلوع الشمس ، ولا غروبها ، فإنّها تطلع بقرني شيطان)، و اخيرا وليس اخرا فإن هيئتهم مخيفة كما ورد فى وصف شجرة الزقوم (شجرة لا وجود لها سوى فى دين محمد!) فى صورة الصافات حيث قال اهطل الهاطلين: إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ

اعتقد ان صورة الجن الان.. اكتملت فى الاذهان

وبما ان لا احد.. لا احد على الاطلاق.. رأى او سمع او يمكنه إثبات وجود الجن او الشياطين او العفاريت او كما شئت ان تسميها.. ستبقى اساطير الجن والشياطين والعفاريت من التخاريف التى لا يمكن فصلها عن الاسلام والتى يبذل كل مرتزقة الاسلام من حكومة مشخخة آل سعود الوهابية الجاهلة الى مخابيل أئمة الشيعة.. الكل يبذل قصارى جهده للترويج لتلك الخرافات حتى لا تغيب عن ذهن المسلم المسكين! لانه لا يصح ان يدرك هذا المسكين ان دينه يعج بالخرافات المسروقة من اليهودية والمسيحية والتى تعود اصولها الى العصر الحجرى

لهذا نجد ان عالم الجن والشياطين كغيره من خرافات القرآن يقع فى دائرة الغيبيات التى يجب على المسلم اى كانت درجة علمه ان يصدق بهم وبوجودهم.. لا لانه يدرك حقيقة وجودهم بعقله.. ولكن لان القرآن قال بها وبما ان القرآن فى اعتقاده كلام الله اذن لابد ان يكون كل ما جاء به حقيقة ويجب عليه ان يصدقه لأن عدم التصديق يعنى له الكفر والعياذ باللات
سنرى فى المقال القادم كيف توظف حكومات العرب المهابيل كل ما تملك لنشر الخرافات ولحجب الحقيقة عن المسلم، كيف ينظمون البرامج الداعمة لتثبيت تلك الخرافات بأذهان الناس برغم كم جرائم النصب والاحتيال والقتل وتبديد الثروات التى تتسبب فيها تلك الخرافات كل عام

سأتحدث ايضا عن تجارب بعض الناس وارجو ممن لديه تجارب لم يجد لها تفسير شرط ان ترقى الى الواقعية الى حد ما، ان لا يخجل من وضعها فى التعليقات

وللحديث بقية




Wednesday, June 03, 2009

عذاب القبر

الموت فى نظر المؤمنين بالاديان السماوية وخاصة المسلمين.. مصدر رعب! مصدر خوف ورهبة وأرق، والسبب ليس فى ان الموت مجهول، ولكن لآن الدين نسج حول الموت اساطير و أوهام وخزعبلات غريبة وعجيبة

فى مرحلة الطفولة يكون طبيعيا ان نجذع ونفزع عندما نكتشف لأول مره ان هناك شيئ اسمه الموت، يكون طبيعيا ان نكره ان نموت لاننا لم نبدأ بعد اول طريق الحياة، ولا يوجد طفل على وجه الارض لم يستحوذ التفكير فى الموت على ذهنه فى اوقات وفترات عمرية مختلفة من طفولته

فى البداية تكون الصدمة والرفض والنفور، ثم تبدا مرحلة الخوف والبحث عن اجابات

اول مره اواجه الموت وأراه عن قرب كان فى موت طفلة رضيعة لسيدة كانت تأتى بها الى بيت العائلة لتساعد أمى فى قضاء مهام البيت. كنت اتولى رعاية الطفلة بمجرد عودتى من المدرسة، كان عمرى وقتها 9 سنوات، كان اسم الطفلة دعاء، وذات يوم لم تحضر أم دعاء وعلمت ان السبب هو ان الطفلة مريضة وان طبيب العائلة قرر حجزها فى المستشفى. لم اكن اعرف ان حالة الطفلة الصحية متدهورة ولم يخطر لى ببال انى لن اراها مره اخرى، فى اليوم التالى لاحظت علامات الاسى على وجه امى وعلمت منها ان دعاء ماتت هذ الصباح، طلبت من امى ان اذهب مع والدى لحضور جنازتها.. فى البداية قوبل طلبى بالرفض فرجوتها بأدب فقبلت.. وليتها ما قبلت

ذهبت مع ابى، اذكر انى كنت شارد الذهن رغم محاولات والدى اخراجى من هذا الشرود، كنت استمع اليه بينما اتخيل ما سيحدث لاحقا.. مراسم الجنازة.. ثم الدفن.. كانت المرة الاولى التى اعيش فيها هذا الموقف وكل رصيدى عن مشاهد الموت والعزاء والجنازة والدفن لا يزيد عن ما شاهدته بالافلام.. لم اكن ادرك ان دعاء ماتت بالفعل وتملكنى شعور انه عند وصولنا الى قريتها سأكتشف انها ما زالت حية وان خطأ ما قد حدث فإعتقدوا انها ماتت.. مر الوقت سريعا ولم يخرجنى من شرودى سوى توقيف والدى للسيارة لسؤال احد المارة عن منزل والد دعاء.. اقتربت من بيت دعاء لاول مرة فى حياتى وكلما اقتربت إزداد شعورى بأنها مازالت حية، فلم اجد مظاهر الموت التى اراها فى الافلام.. لا نحيب ولا صراخ ولا جموع من الناس ولا سرادق حول البيت.. لا شيئ! لحظات وبمجرد وقوف السيارة امام البيت خرج بعض الناس من المنزل للقاء والدى وبرغم ان لا علامات للحزن على وجوههم.. نظره واحده اختلستها تجاه البيت كانت كفيلة بإقناعى ان دعاء ماتت
لحظات وخرج جمع اخر من الناس يحمل احدهم لفافة بيضاء ايقنت انها دعاء رغم انها بدت اصغر من ما تعودت ان اراها.. سار الجميع فى اتجاه المقابر وما ان وصلوا مد رجل يده واخذ دعاء.. ظننت ان الميت يوضع فى قبر وان هذا ما سيفعلوه، ولكنى فوجئت بالرجل يحشر اللفافة فى حفرة بالارض، اختفى جزء من جسد دعاء داخل الحفرة.. واذا بالرجل يدفع جزء اخر من جسدها بقوة اصدرت صوت كما لو كان يحشر رأسها بين قطعة من الصاج والحجر.. واذا بيد والدى تمتد لوجهى لتخفى عنه ما ارى وبصوته يعلو قائلا.. الرحمة مش كده. اقتربت من والدى ولم استطيع ان امنع نفسى من البكاء بصوت مسموع

كنت قد سمعت ان الاطفال عندما تموت تذهب الى الجنة وتحلق فيها كالطير تلهو وتلعب.. فسألت والدى لماذا دفنوا دعاء فى حفرة وليس فى قبر؟ وهل هكذا تدفن الاطفال عندما تموت؟ فأجاب بحزن: لا.. دى ناس غلابة! كان فهمى لكلمة غلبان انها تعنى شخص طيب.. فصححنى والدى قائلا: يعنى ناس على قد حالها. ففهمت انه يقصد فقراء.. أعتقد انى سألته إن كنا فقراء.. ولكنى لا اذكر ماذا اجاب.. يبدو اننى استغرقت فى النوم الى ان عدنا الى البيت

كانت هذه هى اول مواجهة لى مع الموت.. مواجهة بشعة ولكنى خرجت من التجربة المؤلمة بوابل من الاسئلة، عن الموت والقبر والجنة وكيف يخرج اطفال الفقراء من حفرهم الضيقة ليصعدوا الى الجنة، وكيف لهم ان يعرفوا الطريق اليها؟ وهل يروا ابائهم وامهاتهم. زاد اهتمامى بمعرفة اسرار الموت وقصصه، وهالنى ما سمعت من زملاء الدراسة عن عذاب القبر! فأدركت انى بحاجة للمزيد من المعرفة والاطلاع والقاء الاسئله

مرت سنوات عديدة.. عرفت فيها الكثير.. وفهمت لماذا يرفض الناس الموت.. لماذا يهابون الموت. قرأت وسمعت عن قصص تحول القبر الى روضة من الجنة، وكيف يضيق على المذنبين، كيف ان الله يرسل ملائكة للميت ليسألونه ما ربك وما دينك؟ قرأت عن الثعبان الاقرع! والملاك ذو الحربة! روايات وقصص مخيفة تقشعر لها الابدان، ولكن بعد مرور السنوات لم استطيع ان انسى تلك الطفلة البريئة التى حشروا رأسها بين الصخر والحديد بعنف وقسوة دون ان تتألم من شيئ او تبكى او تشكوا
كيف يمكن لميت لا يشعر بشيئ ولا يرى ولا يسمع ولا يتألم ان يسمع الملائكة تسأله ما ربك وما دينك؟ وكيف يجيب وهو ميت؟ لانه ان لم يجيب سوف يضربوه! ولكن كيف يضربونه ويعذبونه وهو فاقد للاحساس والشعور بالجوع والعطش، بالاذى والالم؟

الهذا نخاف الموت؟ لاننا نخاف من الضرب والتعذيب بيد أشباح وثعابين قرعه وملائكة زرق غلاظ؟ ثم لاننا نخاف ان تأتى الاخرة فيعذبنا ويحرقنا بناره هذا الاله الرحمن الرحيم؟

لنفترض ان هناك اخره ولكن الاخرة ليست فى متناول الايدى لنتحقق بأنفسنا مما يدعيه القرآن.. فلماذا لا ننبش القبور، لنرى الموتى تُسأل وتُعذب، لنرى الثعبان الاقرع وناكر و نكير؟

كلنا يعلم جيدا، بل يعلم علم اليقين ان القبر لا يضيق ولا يتسع من تلقاء نفسه على الميت، وكلنا يعلم ان لا احد يُعذب فى القبر لاننا لم نرى احد يُعذب ولن نرى، كلنا يعلم انه لا وجود للملائكة فى القبور ولو وجدت لكان لصوص الجثث سرقوهم كما يسرقون جثث الموتى وباعوهم أو إغتصبوهم

هل تعلم ان الذئاب والسلعوات والكلاب الضالة فى القرى والنجوع تنهش معظم قبور الفقراء وتستخرج الجثث لتأكلها بملائكتها وثعابينها القرع؟

إذن اين عذاب القبر الذى تحُدثون عنه وتُرهبون به المساكين؟

هنا.. يقفز مخابيل الله ورسوله هاتفين:ـ ما هذا الجنون! عذاب القبر لا نراه بالقبور لانه لا يحدث فى عالم الجسد وانما فى عالم الارواح

رائع.. دفاع عظيم.. عذاب القبر لايحدث فى عالم الجسد وانما فى عالم الارواح! غريبه!.. ظننت ان عالم الارواح منزه عن العذاب لان اللوح الذى تعبدونه قال عن الروح: فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا. وقال: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا. وقال: أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ. وهذا يعنى ان روح الله منزهه عن المعصية والعذاب إلا إذا كانت روحه روح شريره او تحمل بين ثناياها شر تستحق عليه العذاب! إذن لو إفترضنا جدلا ان كاتب القرآن يعى ما يقول فلا مجال لعذاب الارواح وانما العذاب يخص الجسد لان الجسد هو القابع فى القبر
ليس هذا فحسب.. لكن هناك آيات صريحة فى القرآن تفضح كذب الادعاء بأن العذاب لا يتم فى القبر، وبل وتؤكد ان العذاب هو عذاب للجسد! وهذه خرافة وأكذوبة لانها منافية للحقيقة الواقعة المؤكده من ان جسد المتوفى لا يُعذب بأى شكل من الاشكال، وانه من الجنون والخبل والغباء ان نكذب عيوننا وعقولنا ونصدق عربى جاهل وإله أهبل مخرف، اضف الى ذلك استحالة شعور الميت بالالم واستحالة قدرته على السمع والبصر لفقده لكل حواسه، لقد ورد فى الاسلام ما يؤكد غباء وجهل كاتب القرآن بكينونة جسد الانسان كما فى الحديث التالى: روى الإمام مسلم بسنده عن حذيفة بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة،بعث الله إليها ملكا، فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك)! وهذا تخريف منافى تماما للعلم

الآن الدليل القاطع على ان كاتب القرآن تحدث عن عذاب القبر، وخص الجسد ولا شيئ سواه بهذا العذاب، يقول هذا الاعرابي: َلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ! اى ان العذاب فى غمرة الموت وليس فى الاخرة، فى القبور وليس عالم الروح! هل تريد تأكيد أقوى على ان هذا الغبي يتحدث عن عذاب الجسد بالقبور؟ اليك تلك الايه: وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ! يضربون الكفار الموتى (حال موتهم ـ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا) على وجوههم وأدبارهم أى على فتحات شرجهم! يا له من إله شاذ سادى مجنون

افتحوا قبور الكفار والمشركين والعاصين المذنبين لتدركوا ان الله الذى تعبدوه كاذب دجال
إقرءوا أيات قرآنكم وتدبروها لتعلموا ان كاتبها جاهل سادى مريض، وان الموت ما هو إلا نهاية كل شيئ.. نهاية الحياة.. نهاية الامال والاحلام والآلام

إن كنت مازلت غير قادر على استيعاب هذه الحقيقة.. فمرحبا بك فى عالم الموت
عالم الجن والاشباح... والمقال القادم

Monday, June 01, 2009

الله شرير


كيف يمكن للتخريف ان يتسلط على عقل المؤمن الى حد أن يتملك من صوابه وقدرته على التمييز؟
كيف يمكن للتخريف برغم مخالفته للواقع المشهود عينا أن يؤثر على عقل المؤمن ويعميه عن الحقيقة التى يراها بأم عينه؟
الاسلام مثله مثل باقى الاديان السماوية، اى الاديان الذى ادعى اصحابها انها هبطت على نفوخهم من فوق السحاب، مع فارق هام هو أن الدجال محمد ابن امنة إدعى ان كل الاديان السابقة محرفة أى أن فئة من متبعي تلك الاديان قاموا بتحريفها، بعبارة اخرى أن مرسل تلك الاديان لم يستطيع ان يحمى اديانه السابقة من التحريف ولم يقوى على الحفاظ عليها، بعبارة اخرى.. ان إرادة إله محمد كانت اسفل سافلين مقارنة بإرادة من حرفوا دين هذا الاله! ولكن ابشروا.. فقد قرر هذا الاله الاهبل ان يحفظ هذا الدين الاخير.. نعم.. هكذا قال محمد في قرآنه
نفهم من هذا ان الله تعلم من معاملته مع البشر ان لا يهمل مرة اخرى فى الحفاظ على دين يرسله لهؤلاء البشر.. حتى لا يضطر الى ارسال انبياء ورسل جدد مرة اخرى
هذا الاله تعلم من البشر ان لا يكون مهمل وان يحافظ على دينه الجديد من التحريف، تعلم من تكرار الخطأ وتكرار الرسل ان لا يخطأ مره اخرى.. تماما مثلنا نحن البشر.. وكما نقول التكرار يعلم الحمار

ترى هل تعلم هذا الاله الاهبل اشياء اخرى من البشر؟

فى الواقع.. كل شيئ أتت به الاديان بشرى، ولا شيئ على الاطلاق بتلك الاديان يرقى الى مرتبه اللاشك واللابشرية

الله عبيط

ما معنى عبيط؟ عبيط فى لغتنا المصرية القديمة مكونة من مقطعين (عا) وكما كررت مرارا ترمز للتعظيم والتضخيم، اما (بيط) فتعنى قدم الحيوانات عموما، والمعنى المقصود بوصف الشخص بالعبط انه كالحيوان الذى يركض كثيرا فى كل اتجاه دون فهم او وعى او هدف، فى لغتنا الديموطقية اختص هذا الوصف (بيط) بالجروح التى تصيب اقدام الحيوانات بالشقوق، ومنها جاءت الكلمة المصرية القديمة عابيطري اى معالج الحيوانات والتى اخذها اليونانيين كما هى لتتحول الى هيبترس، كما انتقلت الى اللغات الاخرى لنجدها فى الانجليزية مثلا فيتيرنرى ، وكما نعلم فقد رُفع التعظيم من الكلمة الديموطقية لتتحول الى بيطرى فى لغتنا المصرية الدارجة، ولطشها ايضا العرب كغيرهم، مع فارق ان العرب كعادتهم يقلبون الحروف او يأكلونها تماما فتجدهم حولوا كلمة بطر اى الشق المرضى الى طر
إذن عبيط صفة تنطبق تماما على الله الذى تصرف كالحيوانات التى تركض دون هدف ولا فهم ولا عقلانية، لان اديانه دون استثناء ليست فقط ملطوشة من عقائد الفراعنة ولكنها ملطوشة دون فهم او تدبير

اليوم سأتحدث عن الغيب، والغيب فى اللغة هو كل ما غاب عن الحواس أو كان محجوبا عنها! فهل هذا ينطبق على ما جاء بالاديان السماوية، خصوصا الاسلام؟ نحن نقول غاب فلان أى توارى عن انظارنا ولكن هذا لا يمنع عنا العلم بحقيقة وجوده، ونقول ايضا فى وصف بعض الاماكن انها غابة اى انها مكان تكثر اشجاره فتخفى عن الناظر ما بها من حيوان وطير وزواحف وخلافه، والاصل والمصدر الفرعونى هو كلمة (غاب) وهو نوع من البوص الذى ينمو على جانبي النيل وحافة الترع والمصارف ويخفى ما وراءه عن الناظر

اما فى دين ابن امنه.. فالغيب هو كل ما افتى به من خرافات وتخريف يجهلها الناس، بمعنى اخر.. الغيب فى المصطلح القرآنى هو ضد الشهود والحضور وربما كان غيب مطلق او نسبى حسب الاحوال! وسنأتى الى هذا لاحقا

ماذا قال حمام فى قرآنه عن الغيب؟

عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ

وقال ايضا: ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

وزاد فقال: وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
واضح جدا ان الايات مكرره! وواضح ايضا ان كاتبها تحدث عن الغيب كما لو كان يعلم فعلا كل شيئ عن افعال البشر، ومع ذلك نجده فى ايات اخرى يفضح جهله بالغيب مما يجعله مضطرا للاستعانة بالملائكة لتبلغه بما يغيب عنه من اخبار البشر كما فى قوله: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ

ومع ذلك نجد هذا الاله الغريب يعود فيقول: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ

تحدثت فى المقالات السابقة عن الملائكة، هؤلاء الانفار الذى يكلفهم إله إبن آمنة بالتجسس على الناس وبنفخ الارواح فيهم فى اليوم الاربعين فى ارحام امهاتهم، وبقبض ارواحهم مرة اخرى، وبزجهم فى النار، وبضربهم بالبونية فى وجوههم، والاظرف من كل هذا انه يكلفهم ايضا بضربهم بالشلوت فى مؤخراتهم (أدبارهم وفقا للقرآن) كما سأوضح لاحقا

أكثر ما يخيف المؤمنين المصدقين لخرافات محمد هو إرهابه لهم بغضب وعذاب اليم فى القبر ثم فى جهنم

الارهاب هو ألية الترويض.. ترويض قطيع البغال والخراف والحمير مدمنى التبعية الحالمين الواهمين
الارهاب بالتخويف والوعيد بعقاب شديد لضمان الاستسلام والرضوخ، كأن هذا الاله الحقير يفتقر الى الصدق والحجة المقنعة التى تكفل له تبعية البشر دون إرهاب وتخويف وترويع، دون ذبح وحرق وقتل

الارهاب والتخويف والتعذيب والقتل والحرق هم أساس وصلب العقيدة الاسلامية مهما تجملت واظهرت وجها بشوشا فالحقيقة انه وجه مخادع، وجه يخفى خلف البشاشة غلظة وفظاظة وإجرام لا علاج له سوى بنفس السلاح الذى يخفيه

فى الغرب الكافر وتحت مسميات عديدة منها الانسانى والتنوع العرقى والثقافى وغيره من المسميات التى هى فى واقع الامر ليست اكثر من اوراق لعب خطرة يقامر بها الحالمين بالسلطة وتجار السياسة، تُفتح ابواب الغرب لتلك البربرية الدموية ولهؤلاء الرعاع الارهابيين لينفثوا سمومهم فى المجتمع، ولينتشروا كالذباب والصراصير يظربون فى كل بقعة من الارض اوساخهم، وقليل من هؤلاء السياسيين من لديهم الفطنة والاخلاص والجرأة لدق ناقوس الخطر وأخذ قرارات فعالة لاعادة تلك الاوساخ الى مجراها وموطنها الاصلى

كلما نظرت حولى هنا فى مصر لوجدت ان هذا الخراب وهذا المرض الذى يعانيه الفقراء سببه الاول والاخير هذا الدين القذر، إناس غيبها الدين عن الواقع فأصبحت كيان من اللامبالاه عديم الفائدة لمجتمعه بل عبئ عفن تفوح منه رائحة الجهل والتخلف والمرض والتواكل والدجل والشعوذة وقلة الضمير وجرائم القتل والنهب والسرقة، ولم لا؟.. كله برزقه، ويرزقكم من حيث لا تعلمون.. وهو الشافى المعافى.. ولكم فى القصاص حياة يا أولى الهباب.. قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة.. فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق.. ولئن شكرتم لأزيدنكم.. إدعونى استجب لكم.. قريب أوزع الذبيب على كل حبيب.. فإنكحوا ما طاب لكم
شرائع تدعو للتواكل والظرب واللصوصية والقتل والاجرام والدعارة وفساد الضمير.. وهذا ما اصاب عامة الفقراء الى ان اصبحوا هم بدورهم مغيبين فى عالم لا يمت للادمية والانسانية بأى صله

هل هذا الشر والاجرام الالهى فى حق البشر وتحويلهم الى بهائم هو غاية سامية يستحق عنها هذا الكلب فى علاه ان يُعبد؟
هل هذا التغييب والترهيب والوعيد والاذلال والتفنيس والدعاء هو شرط القبول فى جنة هذا الاعرابى القذر؟
هل هذه الوجوه الكئيبة القذرة الشبيهة بالقرود ذوى اللحى النتنة هم قدرى وجيرتى فى جنة هذا الاهبل المعتوه؟
أى عقل هذا الذى يقبل بهذا الكم من الذل والمهانة والوعود الفارغة والاقاويل المخبولة والترهيب بالعذاب؟
من ذا الذى اعطاك حق استعباد البشر ايها الاله النكرة الحقير؟ وما حاجتك لآن تعبد من اصله يا أغبى الالهة؟

بما انك سميع عليم.. أتمنى ان لا تخذل اتباعك الاغبياء وتخسف بى الارض ان استطعت يا حثالة لتثبت لهم انك لست نكره يا أجبن وأحط الالهة
أين ملائكتك وجندك يا حقير؟

هذا الاله النكره لا وجود له إلا فى ادمغة المدمنين، هذا الله لا حول له ولا قوة ولا سلطان على شيئ كان
لانه ببساطة.. لا وجود له
الله ليس اكثر من وهم مثله مثل الملائكة والشياطين والجن والسحر والحسد والنفاثات فى العقد

قبل ان اخوض فى الحديث عن الجن والشياطين دعونا نتحدث عن نقطة الوصل بين الانس والجن والملائكة.. الموت

فإلى لقاء قريب

Thursday, May 14, 2009

نورعلى نور


كنت دوما اتساءل لماذا لم ارى ولو مره واحده كائن من تلك الكائنات التى يطلقون عليها فى الاديان ملائكة.. لماذا لم يراها جمع من الناس او يصورها احد؟ ربما لاننا كفره او مغضوب علينا (إهق إهق) كما يتحجج المغفلين؟ اوكى خلينا وراء الكداب لحد الباب! اذن لماذا لم ارى يوما شيطان او يراه احد من الناس؟ ربما لاننا مخابيل ونبحث عن وهم لا وجود له

فى الدين.. وتحديدا فى الاسلام.. لم يرى احد الملائكة او الشياطين سوى محمد بن امنه، هو وحده ولا احد سواه! وقد تناولت فى المقال السابق كيف ان ابن امنه الاهبل وصلت به البجاحة والاستهبال الى حد ادعاء ان ملاك ضخم ذو اجنحة سدت الافق أتاه من السماء فى غار حراء! ملاك خلقه الهه من نور وبهذه الضخامه ومع ذلك لم يراه احد سواه! آحييييه
ولا حتى نوره؟ لا .. ولا حتى نوره! ولم يضئ الافق ويعمى بنوره الابصار؟ لا.. لم يضيئ الافق ولم يعمى بنوره احد لان احدا لم يراه سوى حمام

اذن فمن المؤكد انه كان مشغل الفرياتور وموطى نوره عشان فاتورة الكهرباء؟ لا أظن وإلا ما استطاع حمام رؤيته او عد اجنحته

اذن كيف تفسر ان ملاك مخلوق من النور.. سد الافق بحجمه الهائل.. ومع ذلك لم يراه احد سوى محمد؟

كيف تفسر ان اله محمد .. هو الاخر .. نور على نور وموجود يا عبموجود فى كل مكان ومع ذلك لا يراه احد فى الليل؟

هل لانه نور ضعيف جدا الى حد ان لا يراه احد سوى المهابيل؟

ثم لماذا هُم من النور وليسوا من الخراء مثلا؟ العرب صنعوا الهة من العجوه واكلوها فتحولت الهتهم الى خراء مقدس! فلماذا النور؟

هل لان النور يأتينا من الشمس؟

وان الشمس كانت رمز الاله عند اجدادنا الفراعنة؟

ام انها صدفه.. صدفة ان الفراعنة قدسوا الشمس وان العربان وغيرهم لم يجدوا شيئا اخر سوى النور الذى هو اقل ممن يصدره اى الشمس ليكون هو مادة خلق الملائكة ومادة كينونة صنمهم المسمى الله؟

من اسم الله هذا الصنم النكره الذى لا وجود له نستطيع بقليل من الجهد الذهنى ان نفهم لماذا هو نور على نور ولماذا النور وليس الخراء

فى العهود الغابرة وهذا وراد فى كل الاديان دون استثناء، اعتقد البشر ان الارض مسطحة، وجاء هذا الاعتقاد نتيجة جهل عامة الناس بأسرار الفلك التى كانت حكرا على كهنة الفراعنة وعلمائهم ومهندسيهم الذين تركوا من الاثار ما يؤكد علمهم بأشياء لا نعلم عنها شيئ لليوم.. اذن اعتقد عامة الناس ان الارض مسطحة ولهذا خلطوا عن جهل مدلول الفاظ اللغة المصرية القديمة وتناولوها بسطحية تتماشى مع اعتقادهم بسطحية الارض

اليوم فى لغتنا الدارجة ما زلنا نستخدم كلمات مصرية تحمل معانى واضحة ومحددة ومعبرة بقوة عن المفهوم الفرعونى لعقيدة اجدادنا.. ولانها هى الاصل الذى صمم ليعبر عن رؤية الاجداد نجد ان نفس الالفاظ وبنفس الاصوات تحوى نفس المعنى القديم ولم تحيد عنه.. لا فى المعنى ولا فى المضمون ولا فى الصوت
ظن العربان وكل من نهل من تراث وعقيدة اجدادنا ان الارض مسطحة.. وبما انها مسطحة اذن النور (للناظر) يأتى من العلى وليس من تحت الاقدام، وهنا مربط الفرس
لنفهم.. علينا ان نفسر معانى الاصوات المصرية القديمة وكيف يتم تركيبها لصياغة اصوات تعبر عن معنى حسى مفهوم وواضح ومحدد

الصوت (ع) فى لغتنا القديمة يرمز دوما لشيئ واحد.. الرفعة والسمو.. الرفعة بمعنى العظمة والارتفاع سواء فى المكانة والشأن او المكان.. وما زلنا نستعملها بنفس المعنى لليوم عندما نقول بلغتنا الدارجة مثلا (عالى) فهذا يعنى مرتفع سواء للمكان او المكانة اى الشأن، والاصل ينطق فى الديموطقية (عال) ويعبر عن نفس المعنى، وما زلنا نحن المصريون نستخدمها بنفس المعنى القديم عندما يسأل احدنا الاخر.. ماشى الحال؟ فنرد: الحال عال العال. وهنا المعنى وان كان عامة الناس لا تدركه اليوم على وجه التحديد الا انه يترجم معنى اعمق بكثير مما يعتقد الناس .. عال العال تعنى ان قائلها يتضـ (رع) للإله (رع) شاكرا فضله فى علاه (الـ عال) اى مأواه او بمعنى اخر فى بيته! وفى لغتنا الدارجة ايضا نقول: البيت عامر (عا مر) اى البيت ملئ بالخير لكل من ( مر ) به، كما نقول ايضا (يجعله عامر) اى يجعله كبيت الاله رع ملئ بالخير للبشر! هذا اللفظ المصرى تسرب الى لغات عديدة ولن تكون مفاجأة ان قلت لك انه حمل معه نفس المعنى.. ففى اللغة العبرية نجد كلمة על وتنطق (عال) تماما كما فى المصرية القديمة والدارجة وتحمل ايضا نفس المعنى وتعنى المرتفع او على، اما الطريف والذى يؤكد مدى تأثير العقيدة الفرعونية وتسربها للعبرانيين هو أن كلمة בית אל العبرية تعنى بيت العال! هل تعلم المقصود؟ المقصود من الكلمة (بيت رع) اى بيت الإله ولكنهم بالطبع اليوم لا يقصدون (رع) ولكن بيت الآل او بيت (اللــه) ولتأكيد المقصد نجد ان كلمة בת אל (بت العال) او بنت الآل تعنى إبنة الله، ومن منا لم يسمع بإسم شركة الطيران الاسرائيلية אל על العال والتى تعنى (صعودا للعلا اى للسماء) إذن يا عبد العال أفندي يا خويا.. انت تعبد فى واقع الامر مسخ منسوخ ومسلوخ عن الاصل الفرعونى العالى فى علاه رب الارباب العال.. الاله (العــا) دل، اى الذى يــ (دل) اى يُهبط الخير على عباده من علاه، ولهذا فمن الطبيعى ووفقا لفكر الفراعنة وتراثهم ان يكون هذا العال المتمثل فى الشمس الساطعة التى تجلب الخير للبشر والتى لا حياة بدونها على الارض.. ان يكون هذا الاله نور على نور وليس نارا على نار، وان تكون ملائكته ايضا من النور.. ولكن من اين لطشت الاديان السماوية الاجنحة؟

سبق ان اوضحت فى مقال سابق ان الفراعنة كانوا يعتقدون بالبعث بعد الموت، وكانوا يعزون هذا

الفكر الى اعتقادهم بأن رب السماء العظيم الذى لا تراه العيون (آمين رع) خلق الانسان من ثلاثة وسائط.. الوسيط الاول والمرئى هو (الجسد) والوسيط الثانى الذى هو جزء من ذاته العليا هى (الروح) والذى يُفهم من اسمها انها مؤقته ويستعيدها (آمون رع) وقتما اصبح الجسد غير صالح لان تسكنه الروح، هذا الوسيط ذو القوه الخارقة ما كان للجسد ان يحتملها دون وسيط، هذا الوسيط يسكن فى مكان محدد بالجسد وهو (القلب) وهو المسئول الاول والاخير عن رعاية الجسد ليكون صالحا لسكن الروح، المسئول عن الخير والشر ولهذا فهو الوحيد الذى يحاسب عندما يحين موعد الحساب فإما ان يفوز بإعادته الى الجسد ليحيا فى البرزخ الى جوار الالهة والصالحين او يلقى به الى ملك الموت ليأكله

الروح عند الفراعنة كما وردت فى البرديات ونقوش المعابد كان يرمز لها بطائر ذو اجنحة، والحقيقة ان الفراعنة كانوا من سمو الفكر بأن بجلوا العديد من الكائنات لدورها الهام فى الحياة، وليس ذنبا ان تسيئ فهم ثقافة وفكر بشر قدسوا البقرة لما تجلبه من خير، فتقرر انت ان تتخذها الها وتحرم على نفسك اكلها وتعبدها

او انهم قدسوا ثعبان الكوبرا فتقوم انت بعبادته، او انهم حرموا تقديس الخنزير او مجرد ذكر
إسمه لانه كان حيوان الاله الشرير (ست) فتقوم انت بتحريم اكله مفتعلا امر من السماء والواقع انه من اساطير الفراعنة.. اما ان تسرق بكل بجاحة رمز الروح عند الفراعنة وتدعى ان ملائكة صنمك الذى تعبده لها من الاجنحة مثنى وثلاث ورباع فهذا افتراء وتبجح فظ ومثير للسخرية لانك لم تفهم ان طير الفراعنة ليس اكثر من رمز، وان نور شمس الفراعنة ليس اكثر من رمز، لان معنى اسم الاله (آمين رع) هو: إله الحكمة الذى لا تراه العيون، اى الخفى.. اما الشمس والنور الصادر عن الشمس فقد ترك الفراعنة من الاثار ليس فقط ما يؤكد علمهم بكينونة الشمس وضوء الشمس ولكنهم تركوا ما يبين جليا تسخيرهم للشمس وضوء الشمس فى اضاءة المعابد، ولا يصح لبشر عاقل ان يتصور ان الفراعنة العظماء عبدوا ما جعلوا منه سخره.. شتان بين التقديس والتبجيل والاعتراف بفضل كائن اى كان، وبين عبادته واتخاذه الها

Saturday, March 14, 2009


ملائكة الزنابير



الحقيقة ان الحديث عن اساطير وخرافات الاديان بقدر ما هو طريف، بقدر ما هو معبر عن طبيعة الانسان ويعكس الى اى مدى يمكن ان يتأثر الانسان بما يتلقى من اساطير موروثة الى حد التأثير التام على عقله وقدرته على الفهم والتحليل والادراك

إن سألت شخص على قدر متواضع من العلم سؤال محدد مفاده أين تنمو وتزدهر الخرافات واعمال السحر والشعوذة والدجل.. سيجيبك على الفور بين الجهلاء.. وهذه حقيقة.. حقيقة أزلية مهما طالت وتعاقبت السنيين والدهور، فى الماضى عندما كان الانسان البدائى لا يعرف شيئ عن الامراض العقلية وتصنيفها واعراض كل منها، ولدت أفكار جريئة أعتقد بها الناس واطلقوا عليها اسماء مختلفة مثل الجن والشياطين والاشباح والارواح الشريرة، اسماء عديدة تعبر عن اشكال مختلفة لمخلوقات غير مرئية للجميع ولا يراها أو يصفها سوى من نسميهم اليوم بالمرضى

لقد كان من الطبيعى ان يعتقد الناس فى وجود تلك الكائنات الخفية عندما يشاهدون شخصا يهذى ويصرخ ويرتعد ويسقط على الارض غير عابئ بما قد يصيبه من اذى ويتمتم بأصوات غريبة او يصف كائنات مخيفة لا يراها سواه ومع ذلك يشعر من يراه ويسمعه انه صادق.. صادق فى ما يروى. صادق فى ما يصف، صادق فى شكواه وخوفه وذعره وألمه ومعاناته.. مٍن مَن؟ من كائن لا يراه سواه

مرت ملايين السنيين قبل ان يستطيع الانسان معرفة وتشخيص الاسباب الحقيقية لما عاناه هؤلاء.. ولكن هل سلم انسان اليوم من خرافات وهوس واساطير الاولين؟ أرى انه يمكنك الاجابة على هذا السؤال

الملائكة.. فى المقابل، هى الكائن الاخر، كائن الخير المضاد لكائن الشر المخيف المؤذى.. هى الوجه الطيب.. الذى من المفترض انه لا يخيف ولا يشعرك بالرعب بل يشعرك بالامان والطمأنينة والسعادة، وفى الواقع.. فى حياتنا العادية بعيدا عن خرافات الاديان.. قد يكون هذا الملاك هو شخص تحبه، او صديق تضيق الدنيا بدونه، او طفل يضفى البهجة والسعادة الى نفسك لمجرد رؤيته يضحك او يتحرك او يتمتم بأصوات غير مفهومه، وقد يكون شخصا غريبا لا تعرفه أسدى اليك خدمه جليلة او معروفا واختفى بين جموع الناس دون ان يترك لك وقت كاف لتشكره. أما فى العقائد الدينية فالملائكة مخلوقات لها اشكال و اوصاف واجنحة، مخلوقات خرافية خلقها المخرف الاكبر من نور على حد قول محمد ابن امنة، ما يدعو للتعجب هو.. كيف يشعر نبى بالخوف.. بل بالرعب والهلع من رؤية ملاك؟ قد اتفهم رعبه وهلعه لو كان قد رأى جن او شيطان ولكن كيف يخاف نبى مرسل من رسول السماء اليه؟

قد يخاف من جن لانه خلق من نار على حد قوله، ولكن كيف يخاف من كائن خلق من نور؟ ثم كيف يخاف من كائن قال فى وصفه: لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ؟ رجل اصابه الرعب والهلع الى حد ان خاطبه ربه قائلا: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ.. رجل لديه وقت كاف لرؤية الملاك ووصفه و عد أجنحته ووصف الشخاشيخ والتهاويل والدر والياقوت وفصوص الكوستبان التى تتساقط من اجنحته فى ارجاء المكان! غريبة.. والاغرب والاعجب انه بعد ان سقط على الارض التى تناثرت فوقها التهاويل والياقوت والدر وفصوص المستكة والحبهان.. لملم خلجاته واطلق ساقيه للريح من الهلع عائدا الى بيت ام بناته خديجة راجيا اياها وهو يرتجف ان تزمله أى تضعه فى مرقده ليمدد جسده الذى لم يعد يستطيع السيطرة عليه من الخوف! فى الواقع الرواية غير مريحه وغير منطقيه بالمره.. لماذا؟

اولا.. من غير المنطقى ان يدعى شخص ان كائنا نورانيا زاره فى غار فى جبل فجأة.. لان النور القادم من السماء لا يمكن ان يظهر للعيان فجأه بل يبدأ خافتا ويزداد قوة كلما اقترب الى ان يضئ المكان.. نحن لم نقوم فى الصباح يوما لنرى ضوء الشمس وقد حول المكان من عتمه تامة الى ضوء كامل فجأة! ثم انه لا يمكن لملاك قال عنه ابن امنه فى قرآنه انه يعرج الى السماء فى يوم كان مقداره.. مره.. الف عام مما تعدون.. ومره اخرى خمسون الف عام! يعنى انه لا يمكن لهذا الكائن النورانى ان يظهر فجأة ولا حتى عملا بنظرية (كن فيكون الكل اهبل جت عليك انت يا مجنون) لان هذا متناقض مع آية (مما يعدون).. هذا بالاضافه الى اننا لم نسمع يوما ان النور يصدر صوت ينذر بقدومه إلا فى (يوميات هجاص تائه فى أنشاص) ومقدمات الافلام وكتب الاسلام وذلك لان ابن امنه كان يجهل ان الضوء اسرع من الصوت ولا يمكن للصوت ان يكون سابقا لضوء جاء من نفس المصدر! اذن حديثه فى صحيح البخارى ومسلم الذى جاء فيه: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ثم فَـتَرَ عَنِّي الوحي فَتْرة ، فبينا أنا أمشي سَمِعْتُ صوتا من السماء فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَل السماء فإذا الملك الذي جاءني بِحِرَاء قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه حتى هَويت إلى الأرض ، فجئت أهلي فَقُلْتُ : زملوني زملوني.. الخ، وفى رواية اخرى: فأتَيتُ خَديجة فَقُلْتُ : دَثّرُوني ، وصُبّوا عَليّ ماء بارِدًا.. الخ. ودثرونى تعنى غطونى.. اذن كلها احاديث غير مقبوله منطقيا

ثانيا.. كيف يمكن لملاك قال فى وصفه : لَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ.. ان لا يراه أحد سواه؟ كيف لكائن نورانى بهذا الحجم ان لا يضئ مكه والمدينة وقصور الشام كما اضاء ملاك امه امنه قصور الشام عند مولد حمام؟

ثالثا.. لن اتوقف عند الخطأ الوارد فى الحديث الاول فى صحيح البخارى القائل: ثم فَـتَرَ عَنِّي الوحي فَتْرة ، فبينا أنا أمشي سَمِعْتُ صوتا من السماء فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَل السماء فإذا الملك الذي جاءني بِحِرَاء قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فجئثت منه حتى هَويت إلى الأرض ، فجئت أهلي فَقُلْتُ : زملوني زملوني ، فأنزل الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) إلى : (فَاهْجُرْ) . قال أبو سلمة! لانه من الاصح والمنطقى ان يقول: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، وليس: يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، لان التدثير لا يتم وقوفا، ثم اذا كان إله ابن امنه شاهدا على الواقعة وقرر ان يقوم بدور المسحراتى (إصحى يا نايم صحى البهايم ماتنساش بهيم) فلماذا لم يوفر على نبيه عناء الرهبة والخوف والهلع ويبعث فى (قلبه) السكينة والطمأنينة والهدوء ويعده اعدادا يليق بإستقبال روحه الامين جبريل؟ ما الحكمة من تخويف و ارهاب نبى جاهل؟ هل ليقوم بإرهاب الاخرين بدعوته ايضا؟، على اى حال ليس هذا هو السؤال.. السؤال هو: ما معنى ما جاء فى اول الحديث: ثم فَـتَرَ عَنِّي الوحي فَتْرة؟ وما معنى: فإذا الملك الذي جاءني بِحِرَاء؟ معناه شيئ واحد، ان التخريف وليس التحريف يدب فى عصب الاسلام، لانه لا يُعقل ان يثير نفس الملاك الرعب فى نفس نفس الرجل مرتين طالما ان محمد علم انه نبى من هذا الملاك من قبل! ولكن اى وحى.. واى قبل؟

القصة برمتها من المفترض انها بدأت من نزول ما تسمى بأول أيات القرآن وأول وحى وهى: إقرأ بإسم ربك الذى خلق! وروايته عن عدم علمه بالقراءه: ما انا بقارئ، او كما يفضل البعض ان يفسرها: وماذا يجب ان اقرأ. إذن هذا الحديث ومعه سورتى المزمل والمدثر لا يتفقان و رواية الاسلام فى ان أول سوره انزلت هى سورة العلق ولكنها سورة المدثر او المزمل وهى الاكثر منطقية من الزاوية الزمنية للاحداث وان كان من غير المنطقى على الاطلاق ان يدور حوار بين ملاك ونبى يوحى (هل قلت يوحى؟) اليه نفس الملاك بسورة العلق ثم يعود ويصاب نفس النبي بالذعر والهلع من نفس الملاك كما فى الحديث وسورتى المزمل والمدثر

رابعا: ما معنى ان ترى ملاك وتحدثه ويحدثك ثم تخرج على الناس لتقول أوحى الىَ؟ لماذا لم يقول حدثنى او كلمنى تكليما او خاطبنى جبريل؟ اما ان يحدثه كائن خلق من نور لا يراه سواه ويطلب منه ان يقرأ فهذا ليس وحى وانما حوار مفتوح، لان الايحاء بالشيئ يجب ان لا يتضمن حوار.. فلان اوحى الى فلان اى أومأ اليه، و أومى بمعنًى انه لا يتضمن خطاب منطوق وحوار متبادل حتى ان كان سرا، على عكس ما تم توليفه وتلفيقه فى كتب البلاغة تحت جذر وحى حتى لا يتعارض مع الاسلام! فعندما قال القرآن: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً، وكلمنا اى خاطبنا والفرق واضح اوحى وكلم، فإذا كان قرآن محمد وحى وليس تكليما فبماذا يفسر خوفه وهلعه من ملاك لم يراه؟ وان كان كما جاء بالحديث الذى اكده القرآن قد خاف وهرع الى بيت زوجته.. فلماذا لم يخاف فى المرة الاولى (سورة علق) وان كان قد خاف وهلع ايضا فى المرة الاولى.. كيف اجرى حوار (ما انا بقارئ)؟ ولماذا يسمى الحوار اى التكليم بالوحى؟ وما هى تحديدا اول سورة فى القرآن؟.. علق ام المدثر ام المزمل؟

عزيزى القارئ هل تريد ان تسمع ما هو أغرب وأعجب.. فى الجزء الاول من سيرة ابن هشام قرأت ما يلى: قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد عن عائشة قالت ما كان بين نزول يا أيها المزمل وقول الله تعالى فيها : وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما إلا يسير حتى أصاب الله قريشا بالوقعة يوم بدر! وكما نعلم فإن موقعة بدر كانت يوم 17 رمضان سنة 2 هـجريه.. ومحمد كان قد هاجر من مكة الى المدينة يوم الخميس 26 صفر من السنة الرابعة عشر للبعثة ووصل الى المدينة فى يوم 12 من ربيع الأول سنة 14 من النبوة! فكيف بحق اللات والموزة وشهوات رب العزى يستقيم تاريخ نزول سورة المزمل والمدثر وحديث محمد ووصفه لخوفه وذعره وهرولته الى بيت خديجة وطلبه لها ان تزمله اى تضعه فى مخدعه وتدثره اى تغطيه؟

اذا كان الحدث (سورة المزمل) وفقا لعائشة بينه وبين غزوة بدر التى نزلت فيها سورة الانفال ما يقرب من عامين، بينما المدة الزمنية وفقا لحديث محمد فى صحيح البخارى ومسلم تزيد عن 15 عام.. فبماذا تفسر هذا التخريف؟

نعود للحديث عن الملائكة واعتقد انه من الضرورى ان نتسائل.. من اين اتى محمد بفكرة ان للملائكة اجنحه؟ دعنا من التهاويل والدر والياقوت والكوسكوسى الذى يتساقط من اجنحتها ولنبحث فقط عن مصدر الاجنحة واصله

محمد دون ادنى شك دجال ومخرف ولص لا مثيل له فى التاريخ، لان الاجنحة التى حدث عنها محمد وبرغم ان وصفه لها كان بدائيا وينم عن جهل واستهبال إلا ان ابن امنه لم يخترع الاجنحة، بل سرقها من ديانة اليهود وروايات النسطوريين واحاديث الناس عن اساطير الجن والشياطين والممسوخين (نعم اعتقد بسلامته ان هناك كائنات مثل الحيوانات كانت فى الاصل بشر ومسخها عبدربه) وما الى ذلك من خرافات

فى ما يسمى بالكتب السماوية نجد انه بالعهد القديم وكتبه الخمس الاولى بما فيها التوراة ورد ذكر الاجنحة 44 مره، وفى العهد الجديد ورد ذكر الاجنحة 5 مرات، وفى كتاب المورمون المقدس 7 مرات، اى ان موضوع الاجنحة تناقلته الاديان القديمة وليس بجديد آتى به الاسلام، وقبل ان اخوض فى أصل ومصدر الاجنحة الحقيقى والتى اقتبست منه كل الاديان القديمة، يجب ان نتوقف لحظة ونتأمل بعض خرافات ابن امنه عن الملائكة

كما اشرت فى المقال السابق الاسلام أقر بأن الملائكة ليس لهم سكس، اى لا مبايض ولا خصى، ومع ذلك
نجد ان كل اسماء الملائكة ذكورية.. جبريل وليس جبريله، وميكائيل وليس ميكائيله، واسرافيل وليس اسرافيله، وعزرائيل وليس عزرائيله.. حتى ابليس مذكر برغم انه لن تكون مفاجئة ان سماها ابليسه.. لماذا؟ لان القرآن وكاتب القرآن ذكر وثقافته ذكورية ومن يبحث فى القرآن قليلا سيجد ان كاتبه دكر ابن دكر وبرغم محاولاته العديدة لم يستطيع ان يخفى نظرته الدونية للنساء، والدليل على ذلك نجده فى بعض الامثلة مثل ما جاء فى سورة النجم وهى من اقذر واحط و اوقح ما قيل فى النساء على لسان هذا العربى الوقح والهه الماجن: أفرءيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، ألكم الذكر وله الأُنثى، تلك إذاً قسمة ضيزى! ... ما احقره، عندما تحدث عن الهة العرب الذكور اللات والعزى ذكرهم دون عوج او احتقار وعندما تحدث عن الانثى مناة تحدث عنها بإحتقار.. قائلا.. ومناة الثالثة الاخرى! وليس هذا فحسب بل وبخ العرب على جعل الاناث بنات الله، فقال: ألكم الذكر وله الأُنثى؟ وزيادة فى الوقاحة يضيف: تلك إذاً قسمة ضيزى! اى قسمة جائرة غير منصفه او عادلة! فهل لهذا السبب اطلق اسماء ذكور على ملائكته؟

لا يوجد بين ملائكة الرحمن ملاك واحدة تحمل اسم مؤنث، على الصعيد الاخر نجد ان جنته مليئة بالموامس من حور العين.. فماذا تعتقد يكون جنسهم؟ ذكور؟ لا.. اناث.. موامس الرحمن كلهم إناث.. هكذا يفكر كاتب القرآن، وان لم تكن على قناعه بعد.. إقرأ الايات التالية ايضا: وللذكر مثل حظ الانثيين.. وفى ايه اخرى: وللرجال عليهن درجة، وفى اخرى: وليس الذكر كالانثى.. وغيرها من الايات التى تفسر بوضوح سر عدم وجود ملائكة من النساء او على الاقل تحمل اسماء مؤنثة، ولا حتى الملاك الذى يقوم فى اليوم الاربعين بحشر نفسه داخل رحم المرأة لينفخ فى الجنين الروح ويكتب سعيد او تعيس.. الخ!.. غريب امر هذا الاله!.. لماذا لم يفكر مره واحده فى ارسال نبيه؟ او رسوله واحده؟

ـ ومن قال انه لم يفعل يا سيد؟ ألا تعلم ان له رسل من الاناث؟؟
ـ حقيقى؟
ـ نعم، رسولاته من الزنابير
ـ أى زنابير؟
ـ آها.. يبدو انك لم تقرأ شرح منظومة الآداب، نظم الإمام العلامة الأوحد، والقدوة الفهامة الأمجد، سيبويه زمانه، بل قس عصره وسحبان أوانه، ومخجل الدر بنظمه والضحى ببيانه، والبحر بفيض علمه والمزن بسيل بنانه ، الإمام القدوة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد القوى المرداوى، الفقيه المحدث النحوى، الحنبلى الأثرى، رضوان الله عليه وعلى اخوانه، حفظ الله من الزنابير بضانه
حيث جاء فى كتابه غذاء الألباب فى شرح منظومة الآداب بدون زعيق وعتاب.. فى جواز التدخين للزنبور ما يلى: ــ

عَنْ أَبِي الْمُخْتَارِ التَّيْمِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ : خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا رَجُلٌ يَشْتُمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَنَهَيْنَاهُ فَلَمْ يَنْتَهِ فَخَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَاتِهِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الزَّنَابِيرُ فَاسْتَغَاثَ فَأَغَثْنَاهُ فَحَمَلَتْ عَلَيْنَا فَتَرَكْنَاهُ ، فَمَا أَقْلَعَتْ عَنْهُ حَتَّى قَطَّعَتْهُ قِطَعًا ، وكذلك رواه ابن سبع فى شفاء الصدور وزاد عليه: فَحَفَرْنَا لَهُ قَبْرًا فَصَلُبَتْ الْأَرْضُ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى حَفْرِهَا فَأَلْقَيْنَاهُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا عَلَيْهِ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ ، وَالْحِجَارَةِ وَجَلَسَ وَاحِدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا يَبُولُ فَوَقَعَ عَلَى ذَكَرِهِ زُنْبُورٌ مِنْ تِلْكَ الزَّنَابِيرِ فَلَمْ يَضُرَّهُ بِشَيْءٍ فَعَلِمْنَا أَنَّ تِلْكَ كَانَتْ مَأْمُورَةً (اى مرسلة من عند إله الزنابير جل وعلا). ومع ذلك، وبرغم انها مرسلة نجد ان محمد ابن امنه امر بقتل ملائكة الزنابير المرسلة.. واستمع الى اجر وثواب القتل جيدا.. :ــ

رَوَى ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَتَلَ زُنْبُورًا اكْتَسَبَ ثَلَاثَ حَسَنَاتٍ

إذن لقد امر الرسول بقتل ملائكة الزنابير برغم انها مأموره! وجعل اجر قتل الزنبور الواحد ثلاث حسنات فقط. ما ابشعه من فعل وما ابخسه من اجر.. وهنا اتسائل.. اليس فى هذا الاجر الزهيد دافع اضافى للكف عن ختان البنات؟

فى المقال القادم اكمل حديثى عن أصل ومصدر الملائكة واجنحة الملائكة لانه ما زال للحديث بقيه

Tuesday, March 03, 2009

ملائكة الرحمن

ذوى أجنحة.. لكن بدون رحم أو بيضان


سأتحدث فى هذا المقال عن وهم وخرافة من خرافات الاسلام وهم الملائكة.. من هم؟ ما حكمة وجودهم؟ ما هى كينونتهم؟

لكن قبل ان اخوض فى الموضوع، اود ان الفت نظر القارئ الى شيئين، اولهم.. ان حديث الاديان يفترض دوما فى السامع السذاجة والبلاهة والتسليم بصحة اى تخريف مهما انتهكت الرواية الحد الادنى من احترام عقلية المستمع

كلنا يذكر مقولة جورج بوش الشهيرة التى اثارت سخرية واعتراض دول العالم المتحضر والمتخلف (العرب) ايضا :ـ
Evil is all out there and that in the warfare between good and evil others are either with us or against us!
سخر العالم من بوش واعترض على نظريته لانها تفترض فى العالم إما ان يؤيد قرار بوش بشن حرب دموية على العراق او ان العالم ضد عمل الخير.. اى مع الشر
نظرية بوش استقاها من عقيدته الدينية التى لا تختلف عن الاسلام فى شيئ والدليل على هذا المنطق الغبى نجده فى سورة الجاموسة الايه 98 حيث قال: مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ
Whoever is the enemy of Allah and His angels and His messengers and Jibreel and Meekaeel, so surely Allah is the enemy of the unbelievers.
بمعنى اخر: اللى يعادينى او يعادى ميمى وسوسو هعادية! لكن.. من هم ميمى وسوسو؟ هذا هو موضوع المقال

هذا كان الشيئ الاول.. اما الشيئ الثانى الذى اود ان الفت نظر القارئ اليه هو اننى اتفهم جيدا مدى تأثير اعتقادك وربما ايمانك بصحة دينك على إدراكك وتفهمك لخرافات الدين.. لهذا ادعوك لتفهم شيئ هام.. ان اى قول لا يحترم عقلك لا يمكن ان يصدر عن الهة.. اى قول يفترض فيك الغباء وعدم القدرة على الفهم ويطالبك بالتسليم بصحة اى شيئ لا يخضع لمنطق سوى.. تأكد انه لا يمكن ان يصدر عن الهة. ما اطلبه منك هو شيئ تستحقه.. هذا الشيئ هو ان تحترم عقلك، ان تطالب رجال الدين بإحترام عقلك، ان تنهكهم بالاسئلة التى تدور برأسك دون رهبة او خوف من اتهام بالكفر.. لان الدين الذى لا يصمد فى مواجهة العقل السوى ليس دين سوى ولا يمكن ان يصدر عن اله عاقل

سترى فى السطور القادمة كيف يتفنن تجار الدجل والاساطير فى بيع الخرافات، وما اطلبه منك هو اليقظة وتجريد النصوص الدينية من القدسية الزائفة لتساعد نفسك على مواجهة زيفها بشفافية وصفاء ذهنك

نبدأ بقول عائشة الذى رواه مسلم فى حديث رقم 2996 عن خلق الملائكة حيث قالت: خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ. وهذا شيئ اتفق على صحته جميع أئمة الاسلام.. الملائكة خلقت من نور! بما ان الجن والشياطين موضوع مقال قادم، سأكتفى بالحديث عن مادة خلق الملائكة وهى النور.. فما هو النور؟

عندما يقول شخص لشخص اخر ان ربه خلق كائنات من نور وان هذه الكائنات هى الملائكة يجب ان نفهم انه اذا كان المتحدث عاقل فلا بد انه يتحدث عن النور الذى يراه المستمع.. فدعونا نعود للوراء حين كنا تلاميذ فى الابتدائى والاعدادى ونستعيد معا معلوماتنا عن النور اى الضوء المرئى لتنشيط الذاكره ولمعرفة اذا كانت مادة خلق الملائكة تصلح بالفعل لخلق الكائنات التى حدثنا عنها الاسلام وبالمواصفات التى وردت فى القرآن

الضوء المرئى.. من اسمه.. ليس إلا الضوء الذى يراه الانسان وإلا ما استقام وصف خلق الملائكة من شيئ لا نراه ولا نعلم عنه شيئ.. لان المتحدث والمستمع بشر.. وما نراه من ضوء ليس فى الحقيقة سوى الضوء الذى لم تمتصه الاشياء حولنا.. لان الضوء المرئى ليس الا حزمة من موجات الطيف عكستها الاشياء دون ان تمتصها ولهذا نرى الاشياء بألوان مختلفه، نرى ماء البحر احيانا ازرق ليس لان لون الماء ازرق ولكن لانه امتص كل موجات الطيف الضوئى عدا موجات الطيف الزرقاء، تماما كما نرى لون النباتات الخضراء اخضر لانها امتصت كل موجات الطيف عدا الموجات الخضراء.. الخ، وما نراه نحن البشر يتوقف على قدرة العين البشرية على ترجمة موجات الضوء المرئى والتى ربما تختلف من بشر الى اخر، فكلنا يعلم انه لاسباب وراثية بعض البشر لا يستطيع رؤية كل الموجات المكونة للضوء المرئى وهم من نصفهم بأن لديهم عمى الوان، بل ان بعض الكائنات الاخرى مثل الشياطين المحمدية (الكلاب) لا يمكنها ان ترى الملائكة او البشر بالالوان الطبيعية كما إدعى رؤيتها ابن امنه لان الكلاب لا ترى سوى اسود وابيض والرمادى بدرجاته، كما ان بعض الحشرات ترى موجات ضوئية لا نستطيع نحن البشر ولا حتى الانبياء رؤيتها

كلنا يعلم ايضا ان الضوء فى حقيقة الامر ليس اكثر من موجات كهرومغناطيسية وان الجزء المرئى منه لا يشكل سوى جزء بسيط. الضوء المرئى وغير المرئى يحوى طاقه يستمدها من الفوتونات التى يتكون منها وتحدد طول الموجات الكهرومغنطيسية كمية هذه الطاقة ونوعية الضوء، كما نعلم ايضا ان كل انواع الضوء المرئى والغير مرئى تسير بإندفاع فى خط مستقيم وبنفس السرعة والتى تصل فى الفضاء الخارجى الى سرعة 299,792,458 متر فى الثانية، كما نعلم ايضا ان الضوء يفقد اكثر من نصف سرعته عند مروره بالغلاف الجوى او اختراقه للماء مثلا، كما يمكننا التحكم فى كمية الفوتونات التى يحويها الضوء سواء لتسخير تلك الطاقة فى الاستخدامات العلمية او حتى لمجرد خفت الضوء لاضفاء جو من الهدوء على ديكور المنزل.. دون ان يحتاج الامر منا الى مقص لقص بعض الاجنحة.. كل ما علينا هو استخدام دائرة اليكترونية بسيطة لتقليل عدد الفوتونات الى النسبة المرغوبة

اذن مادة خلق الملائكة المزعومة لا يمكن تشكيلها بالصورة التى وصفها القرآن من انه كائن ذو اجنحة مثنى وثلاث ورباع، بل ذهب ابن امنه الى المبالغة فى التخريف فى حديث له بمسند احمد عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ. والابشع ان ابن اكثير فى البداية والنهاية 1/47 قال ان إسناده جيد! يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ.. من ناحية التهاويل فهو بالفعل تهويل مخابيل

دعونا نعود الى القرآن قليلا لنرى كم التهاويل والتخاريف فى وصف الملائكة ولا ننسى هذا التهديد على طريقة الحاج جورج دبليو : مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ

كلنا نعلم ان إله ابن امنه جمع ملائكته ذوى الاجنحة مثنى وثلاث ورباع واطلعهم على نواياه قائلا لهم: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة، ونفهم من هذا ان هذا الاله شعر انه بحاجة لاخبار مخلوقاته ذوى الاجنحة مثنى وثلاث ورباع، وان العلاقة بينه اى بين الاله وبين هؤلاء المخلوقات كانت تسمح بالنقاش الى حد اعتراض بعض الاخوه المجنحين على هذا القرار وفقا للاية رقم 30 من سورة الجاموسة: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ.. يا راجل.. قول كلام غير ده! فرد إله محمد: قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ! ونفهم من هذا ان لاماضة الملائكة كانت عن جهل بما يعلم إله محمد.. اذن الجهل لم يكن من صفات محمد وحده ولكنه ايضا وبإعتراف إله محمد من صفات الملائكة.. ولكن هل الجهل وحده من صفات الملائكة؟ لا.. هناك ايضا قلة الادب! احد هؤلاء الملائكة لم يعجبه كلام الراجل الكبير ورفض طاعه الاله ولم يسجد، اذن كان من بين الملائكة من عصى الامر وتمرد وتوعد الاله بتضليل عباده.. ان كان الله عليم خابور فهل يتقبل عقلك هذا النوع من المشاكل فى حضرة إله؟ وهل يستقيم بعد هذا الحادث وصف هذا الاله لملائكته فى قوله: لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ؟ ماذا لو تكرر العصيان مره اخرى؟

الغريب ان هذا الاله يحتاج لهؤلاء المخلوقات ويسخرهم بل يستعبدهم كما لو كان ملك عربى حقير يستعبد شعبه، فمنهم من يمارس مهنة الشيال فى مذلة تتعارض وحقوق الانسان فما بالك بحقوق الملائكة: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ، ومنهم من يمتهن مهن شبيهه بعمال المجارى كما ورد فى حديث رقم 3208 فى البخارى عن ابن مسعود وحديث محمد ابن امنه عن الملاك الموكل بدخول رحم الحامل لينفخ فى الجنين الروح فى اليوم الاربعين للحمل ثم يكتب رزقه واجله وعمله وشقى او سعيد! (ينفخ فى الجنين الروح فى اليوم الاربعين) منتهى التخريف وان كان يفسر سر النور الذى خرج من بين فخذى آمنه حين وضعت النبى المخبول فأضاء لها قصور الشام.. يبدو ان هذا الملاك التعيش غلبه النعاس فنام داخل رحم امنه الى ان ايقظته بحزقها وطلقها وصراخها!... وهناك ملائكة وكل لها تصريف المطر مثل ميكائيل ورجالته الذين يصرفون الرياح والسحب، وهناك الموكل بالجبال كما ورد فى حديث عائشة بالبخارى حديث رقم 3231، وهناك ايضا اسرافيل المسئول عن النفخ.. فى الصور عند قيام البتاعة، ومنهم القاتل قابض الارواح الشهير بعزرائيل رغم عدم ورود حديث واحد صُنف صحيح يؤكد هذا الاسم، وهناك الجواسيس: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ. ولزيادة التأكيد قال ايضا: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد، ومنهم الارهابيين زوار الفجر.. عفوا اقصد القبر وهم منكر ونكير كما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ.. الخ، ومنهم خزنة الجنة والنار.. وغيرهم.. المؤسف حقا انى لم اجد فى اى مرجع دينى اى ملائكة مسؤولة عن نظافة الجنة! تخيل الجنة بعد ساعة واحدة من دخول العرب اليها.. كم القذارة والنفايات والرائحة الكريهة والضوضاء.. فى الواقع لن القى اى لوم على اى ملاك ان عصى الله مره اخرى كما فعل ابليس وقرر طردهم من الجنة

سأكمل الحوار عن الملائكة فى المقال القادم... و للحديث بقية

Tuesday, February 03, 2009

السماوات السبع

رأينا فى المقال السابق كيف ان القرآن يحوى بين دفتيه تناقض صارخ فيما يخص موقع الله وعرشه، ففى سورة السجدة آيه 5 قال انه: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ، وفى سورة المعارج آيه 4 قال: َعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ! اى ان هناك فرق يساوى 49 الف سنه مما تعدون بين الايتين، ورأينا انه حتى ان فرضنا ان كاتب القرآن أخطأ او نسى ما قاله فى سورة السجدة وان عرش الله يبعد عنا بما يساوى 50 الف سنه قمرية اى 0,003 سنة ضوئية، فهذا هراء يفضح مدى جهل كاتب هذه الايات بالكون الذى يحوينا .. لماذا؟

نحن سكان كوكب الارض نعيش داخل مجرة درب التبانة، والتى ندور حول مركزها بسرعة 250 كيلومتر فى الثانية الواحدة، مركز نبعد عنه بمقدار 28 الف سنة ضوئية (264880 تريليون كيلومتر) وفقا لبيانات الإيسا التى أكدها قمر القياسات الفلكية هيباركوس
وبما اننا نحتاج الى 220 مليون سنة ميلادية وليس 50 الف سنة قمرية مما يعدون للدوران مره واحدة حول مركز المجرة فهذا يعنى اننا.. اى كوكب الارض بسكانه طاف ما يقرب من 21 مره حول المجرة منذ تكون مجموعتنا الشمسية منذ 4,6 بليون سنة مضت، ولم نرى أى أثر لا لله أو لملائكته أو عرشه او جنده او موامسه من الحور العين والولد المخللون ولا أثر لجناته أو جوهنومه اى جهنمه ولم ترصد أقمار البشر الصناعية التى تجوب الفضاء ليل نهار أى نشاط الهى من اى نوع لا فى الثلث الاخير من الليل فوق مكة ولا فوق لاس فيجاس ولا حتى بالقرب من خرابة الحاجة سوسو آحييه رضي الله عنها وارضاها

إذن اين هذا الاله العبيط الذى قال انه يبعد عنا على اقصى تقدير بـ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مما تعدون؟ أين عرشه الذى عرج اليه أبن أمنه؟ فص ملح وذاب فى فضاء المجرة؟ أم التهمه ثقب أسود ولهذا اختفى ولا يستطيع الوفاء بوعده كما قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

لا سماء ولا عرش ولا ملائكة ولا جنود أو حراس ولا جنات ولا نار ولا جن يحاول التسلل الى جنات لا وجود لها، ولا اى اثر على الاطلاق لاى الهة تبعد عنا بخمسين الف سنة قمرية (السنة القمرية تقل 11 يوم عن الميلادية) مما يعد العرب الجرب الحفاة ولا حتى 50 الف سنة ضوئية، وصدق الله العبيط حين قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ

فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ؟
لا تسألنى عن سبب جعله للملائكة اجنحة لانه يبدو انه يجهل تماما طبيعة الفضاء! ولا تسأل عن فائدة الاجنحة فى الفضاء ان لم يكن لدى الملائكة محركات نفاثة محشورة بمؤخراتهم! ولا تضحك او تسخر من مثنى وثلاث ورباع لانها لازمة على لسانه لطالما كررها كلما تحدث عن النيكاح

ولكن دعنا نتساءل عن اى سماوات يتحدث هذا الجاهل؟
عن السماوات السبع؟
من أين سرق هذا الجاهل العبيط اسطورة السماوات السبع؟

الدارس لتاريخ الفراعنة يعلم علم اليقين ان اصل ومصدر فكرة السماوات السبع مسروق عن الفكر العقائدى لاجدادنا الفراعنة، وكتاب الموتى يحوى الدليل والبرهان بوضوح لا ريب فيه
ببردية آنى على سبيل المثال نجد أوزيريس ـ آنى يمر بسبع بوابات تمثل المدخل لسبع سماوات وان تلك السماوات تمثل مقارا أى منازل إلهية مختلفة وتلك المقار تسمى بالهيروغليفية (عرت) اى السماء العليا التى تقطنها الالهة، (ع) وتشير للرفعة والعظمة و (ت) ترمز الى السماء، و (ر) ترمز الى الحركة والمكان، وسيجد الباحث فى الفصل رقم 144 والفصل رقم 147 شرحا مفصل لتلك السموات وابوابها وحراسها واسماء الالهة (الملائكة) المسؤلين عنها، كما سيجد بالطبع نص الترانيم والابتهالات الدينية والتى انقل منها بعض المقاطع القصيرة


فى الفصل 26 من بردية آنى، الترنيمة الخامسة يقول فيها: لعل أبواب السماء تفتح لى. ويستطرد فى الفصل 86 والترنيمة 13: أيا حراس الابواب.. لقد شققت طريقى اليكم، انا مثلما انتم.. بزغت الى النور.. مشيت على ساقى.. نلت السيطرة على خطواتى الى حيثما يسير المتلألئون فى الضوء.. لقد ادركت الطريق المؤدى الى ابواب الفردوس

كما أتى ذكر تلك السماوات فى الفصل 84 فى النص رقم 15 حيث قال الإله: أنا الإله الذى بزغ من الهيولى.. روحى هى الإله.. روحى هى الابدية.. أنا خالق الظلام.. عينت له موضعا على حدود السماوات.. أنا سيد الابدية الواحد الممجد

إذن فكرة السماوات السبع والعرش الالهى مسروقة من الفراعنة ولم يكتفى العرب بسرقة السماوات السبع الفرعونية وابوابها وحراسها بل اعطوها اسماء مثل رقيع وقيدوم وعاروم وارفلون وهيفوف وعروس وعجماء، وصبغوها بألوان منها الابيض والنحاسى والفضى والذهبى والاخضر والكوسكوسى! وكلها تجرى من تحتها انهار الماء والخمر واللبن والعسل وترمح من فوقها موامس الرحمن من الحور العين فى انتظار العرب الجرب ذوى الوجوه المقفهرة والسحنة العفنة والرائحة الكريهة لينعموا بالماء والخمر واللبن والعسل ومضاجعة موامس الله وولده المخلدون ويحولون جناته الى زرائب قذرة تفوح منها رائحة العرب

المشكلة الوحيدة هى ان سماء الله التى قال انها تبعد عنا بمقدار 50 الف سنة ليس لها وجود فى الواقع! لا سمائه ولا عرشه ولا هو ولا ملائكته ولا جناته ولا موامسه.. كلهم لا وجود لهم سوى فى كتب الاسلام وخيال المسلمين

Friday, January 23, 2009

الله عَزِل

نحن البشر.. حقا مساكين، نحيا دوما فى صراع مستمر، صراع مع الواقع وصراع اخر مع الخيال.. مساكين ولكنا نستحق الضرب بالاحذية لاننا وحدنا المتسببين فى كل ما نعانيه، متسببين فى خلق كل مقومات الصراع والمعاناة التى تحرق اعصابنا وتخنق افكارنا وتشل قدرتنا على مواجهة الاسباب! الشيئ المؤلم والمحزن فى آن واحد هو ان ترى ان شخص او فئة من البشر توكل نفسها الهة على حياة ومصير وقوت الاخرين، تحلل وتحرم وتقضى وتعاقب.. الى ان وصل بها الامر ان تقتل او تتسبب فى قتل الاخرين

احيانا اعود بذاكرتى للماضى القريب عندما كنت اعتنق الاسلام دينا ورثته كالغالبية العظمى من المسلمين.. احاول استحضار الماضى كما لو كنت انظر الى خبايا نفسى متأملا ذاتى كشخص اخر يطل من نافذه الحاضر على شخص غريب، لحظات استعيد فيها ذكريات اوقات قضيتها فى صراع بين ما تلقيته عن دينى وبين شكى وعلامات الاستفهام التى تدق عقلى دون هواده
ورغم علمى وفقا لما تلقيته ان ما افكر به حرام، وان علامات الاستفهام ربما هى علامات للكفر بعصب الدين الذى كبرت على حبه وتقديسه والاعتقاد التام بصحته، كان عزائى الوحيد على الاستمرار فى التساؤل والبحث هو شغفى بفهم دينى واعتقادى الراسخ بأن الاسلام دين ارسله خالقى لينير طريقى ويخبرنى بما اجهله ليقودنى الى السعادة الابدية ويسمو بروحى وذاتى للقاء خالقى الذى كنت على يقين دفين فى اعماقى بوجوده

كان بحثى وتساؤلى الدائم رغبه صادقة للتقرب من هذا الخالق العظيم الساكن فى اعماقى، ولم يكن لدىً ادنى شك فى ان اجد اجابات لكل تساؤلاتى، او ان اواجه اى صدام يثير فى نفسى مجرد الشك
وهنا يجب ان اعترف بأن معلوماتى عن دينى كانت محدودة جدا.. كعامة المسلمين، ولهذا ينتابنى احيانا احساس بالشفقة على المسلمين المصريين، واتفهم تماما ما يشعرون به من غضب عندما اهاجم الاسلام

استعادتى لذكريات الماضى لم تكن يوما من باب الحنين اليها ولكن لالقاء الضوء على فترة زمنية من حياتى لفهم كيف تحولت من مؤمن بالاسلام ومصدق لما جاء به.. الى كافر به وبنبيه والهه، وحتى اكون اكثر دقه.. محاولاتى للفهم لا تقتصر على فهم كيف ومتى، ولكن لفهم ألية التحول ومراحله ومدى تأثير عامل الادراك على سرعة استجابة العقل للتحول والتغيير

كلنا يعلم ان العقيدة الدينية بنيان يتم تأسيسه فى مرحلة الطفولة، بنيان يكبر وينمو داخلنا.. وبمرور الزمن يشكل جزء من الكيان النفسى والفكرى للشخص وينعكس على المظهر والسلوك، وكلما زاد تغلغل العقيدة الدينية فى هذا البنيان زادت حدة اثره على الفكر والسلوك، الى ان يتحول البنيان الى كائن لا يعى ولا يفهم ولا يتقبل اى نقد للعقيدة لانه يعتبر هذا النقد الة تدميريه لبنيانه وبالتالى يصبح من البديهى رفضها واتخاذ موقف دفاعى يجند فيه كل قواه لتكذيب ومحاربة اى نقد.. ليس لانه بالفعل فى حالة دفاع عن العقيدة الدينية لانه فى الحقيقة يجهل خباياها ولكن لانه فى حالة دفاع عن بنيانه الشخصى الذى يشكل الجانب العقائدى ركيزة اساسيه فى تكوينه

الاديان.. كل الاديان دون استثناء ليست اكثر من خرافات، خرافات لايستطيع احد فى الوجود اثبات صحة ما جاء بها من غيبيات واساطير.. لا احد على الاطلاق.. لا شيوخ ولا قساوسه ولا حخامات ولا اولياء صالحين او طالحين.. أكرر.. لا احد على الاطلاق

لا احد يمكنه اثبات ان هناك حياة بعد الموت، لا احد يستطيع ان يثبت ان هناك من له القدره على احياء ميت، لا احد فعل ولا احد يمكنه ان يفعل.. وكل ما جاء بأساطير الاديان بهذا الخصوص لا يرقى الى اى مستوى يمكن تصنيفه على انه حقيقه.. كل ما لدينا هو.. قال وقيل! حتى ان كان القائل إدعى الالوهية او ان القول يُفترض انه لإله.. لم يستطيع هذا الاله ان يثبت الى اليوم انه قادر على اثبات صحة ما نسب إليه أو ما قيل فرضا على لسانه

لا شك ان كلنا فى طفولته تسائل: اين الله؟ ولا شك انك سمعت نفس الرد فى طفولتك: فى كل مكان! رد.. واقولها بصراحة لم يمنع اى طفل من القاء المزيد من الاسئلة: يعنى ايه فى كل مكان؟ وهنا نتوقف قليلا لنحاول ان نفهم، ما الذى يدفع اى طفل ليسأل هذا السؤال؟ والاجابة البديهية هى ان الرد الاول لم يكن كافيا لاقناع طفل، لهذا استفهم عن المقصود بأن الله فى كل مكان.. كما نعلم جميعا كمسلمين حاليين او سابقين ان هذا النوع من الاسئلة غالبا ما يعاقب عليه الطفل بكلمه: حرام! حرام تسأل فين ربنا! حرام تسأل عايز اشوف ربنا! الخ، تساؤل الطفل يعبر فى الحقيقة عن فطره انسانية نقية غير ملوثة بالتخريف والتخويف، فكر طفولى برئ خالى من عفانة منطق الاديان ولا يحكمه سوى منطق الفطرة السوى، والذى يتحول فكره بمرور الوقت وللاسف الشديد الى نسخة كربونية من فكر اسرته وفقا للاسرة التى هو جزء منها، مسلمة كانت او مسيحية او غيرها

اليوم سنحاول معا ان نجيب على سؤال هذا الطفل، سنحاول معا ان نكون بصفاء ذهنه وبرائته.. دون تخويف او تخريف.. وبما ان السؤال يدور فى فلك ما يسمى بالاديان السماوية وبخاصة الدين الاسلامى فليكن السؤال : أين الله؟ أين هو؟ أين مكانه؟

بما اننا نبحث عن مكان هذا الاله المزعوم وجب علينا الاستعانة بما جاء فى الكتاب الذى قيل لنا انه كتابه.. كتاب الله.. القرآن، فهل يحوى القرآن على إشارات أو دلائل يمكننا الاعتماد عليها لمعرفة اجابة يطمئن لها العقل؟

الواقع ان الباحث فى القرآن عن دلائل واشارات بهذا الصدد، يجب ان يتحلى بقليل من الصبر وحده الذهن، وان يكون على قناعة تامه من ان سؤاله مباح ويستوجب الاجابة، ولا أخفى على القارئ ان تجريد القرآن من القدسية الزائفة يسهل التعامل مع نصوصه السجعية ويكشف حقيقتها البدائية ويجعل الباحث يرى بعمق وشفافية ما يبحث عنه

آيات القرآن التى قد تساهم فى الاجابة على السؤال عديدة، ولكن كما نعلم ان معظم القرآن يخضع لما يسمى بالتأويل، والتأويل بإختصار نوع من التزييف والتدليس المراد به تغيير الحقيقة التى يؤول اليها امر او خبر وذلك بالتلاعب فى تفسير المعنى والمدلول اللفظى للكلام، ولهذا حاولت جاهدا حصر الايات القرآنية التى لا يمكن الافلات من معناها اللفظى وتأويلها بما يخالف النص القرآنى وذلك لتضييق الخناق على هواه التدليس بالتأويل للهروب او الدفاع عن التخريف الواضح فى معظم روايات ونصوص القرآن

الاجابة على السؤال كانت تحتاج الى معرفه شيئ واحد وهو.. المكان.. مكان الله، ولمعرفة مكان شخص ما يجب تحديد مسار بحثى واضح المعالم لحصر كل معلومة غير قابلة للتفسير بأكثر من معنى حتى نصل الى افضل حساب ممكن يتيح لنا تحديد مكان الله فى الكون الذى نعرفه اليوم


الله غير عنوانه

الآيه السابعة من سورة هود تحوى دليل قرآنى قاطع على ان الله عًزل! أى غير عنوانه! حيث تقول: وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ.. خساره! لاننا اطفال غير محظوظين أتينا متأخرين جدا وفاتتنا زيارة عرش الله على ظهر عبارة مثل كوين مارى قبل تحويلها الى اوتيل عائم فى لونج بيتش، او ان كنت من هواه الموت فى سبيل الله فعلى ظهر عبارة مثل عبارة السلام 98 قبل غرقها! لكن للاسف الشديد.. جاءنا القرآن المجيد بالخبر الاكيد.. الله عزل! ولكن الى أين إنتقل الله بعرشه وعفشه وملائكته؟ الى السماء.. ويأتى الخبر الاكيد فى سورة السجدة: يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ! اوكى.. ولكن اى سماء يقصدها القرآن؟ الاولى ام الثانية ام السابعه؟ بقليل من البحث نجد الاجابة بين دفتى قرآن ابن امنه فى سورة الحج: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ! إذن فالسماء التى يتحدث عنها لابد وان تكون اقرب السموات السبع الى الارض! الآن استطعنا معرفة الى اى سماء رحل، ولكن هذا لا يكفى.. الاطفال سألت اين الله؟ أى اين مكان هذا الخلبوص على وجه التحديد؟ فهل يمكننا تحديد مكان الله خاصة وانه قال فى سورة الجاموسة: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ! اى انه بالفعل فى اقرب سماء من الارض؟ فعلى اضعف تقدير هل يمكننا حساب المسافة بيننا وبينه؟

حساب المسافة سيدفعنا الى مزيد من البحث فى القرآن كى نوفر معطيات عن السرعة والزمن لنتمكن من حساب المسافة بيننا وبين الله، فهل توجد اى معطيات عن السرعة والزمن تساعدنا على حساب المسافة بيننا وبينه؟
الواقع نعم.. توجد آيات ولكنها ليست فقط بدائية جدا ولكنها ايضا متضاربة وتعكس مدى جهل وتخبط كاتب القرآن، فعلى سبيل المثال نجد ان وحدة قياس السرعة فى القرآن بدائية للغاية لان العرب كانوا يحسبون المسافة بعدد الايام التى يقطعونها سيرا (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) من مكان الى اخر، كأن يقولوا مثلا ان المسافة بين هذه القرية واخرى تساوى يوم وليلة بسير الإِبل المحملة بالأثقال سيرا معتادا، وقد ورد فى فقه المذاهب الأربعة أن المسافة التى تقصر فيها الصلاة فى السفر هى ستة عشر فرسخا ذهابا فقط ، والفرسخ ثلاثة أميال ، والميل ستة آلاف ذراع بذراع اليد ، وهذه المسافة تساوى ثمانين كيلو ونصف كيلو ومائة وأربعين مترا، مما يؤكد ان السرعة عند العرب كانت تقاس بسرعة سير الابل المحملة بالاثقال! ولكن ورد فى آيات قرآنية اخرى ما يفيد علم العرب بوحدة قياس سرعة قياسى اسمه (لمح البصر) ونجد امثلة على ذلك فى سورة النحل: وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ! كما نجد ايه اخرى فى سورة القمر: وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ. وكما نعلم فإن لمح البصر يقصد به طرفة العين وهى تساوى عُشر الثانية، ولا يمكن اخذ هذا فى الاعتبار كوحدة قياس سرعة لانها تخالف ما جاء فى آيات اخرى تتحدث عن الزمن كما فى سورة السجدة: يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ. مما تعدون اى سنه قمرية مما يعد العرب وليس سنة ميلادية، بدليل قوله فى سورة يونس: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ. وهنا تقابلنا مشكلة وهى تضارب الايه رقم 5 من سورة السجدة والتى يقول فيها ان الملائكة تعرج اليه فى يوم مقداره الف سنه: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ. وبين الايه رقم 4 من سورة المعارج: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ! فرق يساوى 49 الف سنه! مما تعدون، على اى حال وبرغم ان الايه رقم 47 من سورة الحج تؤكد خطأ ما جاء بسورة المعارج حيث يقول: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ. دعونا نستخدم ما جاء بسورة المعارج ونحسب المسافة وفقا لحساب اليوم يساوى خمسين الف سنه، بما اننا اخذنا فى الاعتبار حساب سرعة الخيل وهى فى اقصاها تصل الى 70 كيلومتر فى الساعة واهملنا سرعة (لمح البصر)، وعليه تكون المسافة بيننا وبين الله فى سمائه التى ذكرها فى سورة المعارج آية 9 على بعد 29736000000 كيلومتر من كوكب الارض، اى على بعد 99188423 ثانية ضوئية، اى 0,003 سنة ضوئية بالتمام والكمال! واو.. الله وسمائه اقرب الينا من اقرب نجم لمجموعتنا الشمسية

هل سمعت احد الاطفال يسأل: اذا كانت َتعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، كيف اذا لجبريل ان يهبط من السماء بالوحى مرارا على محمد فى فتره مقدارها 23 سنه مما تعدون؟ لابد وان الوحى نزل على محمد بينما كان الله يعيش فى عرشه فوق الماء.. اى.. قبل ما يعزل

Tuesday, January 06, 2009

مؤامرة الاخوان


المخطط الاخوانى الخبيث لمولد إمارة خلافة اسلامية فى مصر تم نيكاحه على الملآ من قبل السلطة المصرية
ونستطيع ان نقول كلمة لم نقولها لمبارك منذ زمن طويل وهى شكرا يا مبارك

كثيرا ما شعرنا بالغضب من ديكتاتورنا الراكض على انفاسنا منذ 27 عاما بسبب ما يسمح به من انتهاكات صارخة وإهدار لحقوق وقوت وكرامة وموارد الشعب المصرى، ولا يخفى على احد كم البرود وتقل الدم الذى يتمتع به مبارك.. برود فى التعامل والحديث وغلو مصطنع يكسوه الكبرياء والغتاته مما جعله شخصية مكروهه من الغالبية العظمى من المصريين بما فيهم مؤيديه

وحتى اكون منصف فيجب ايضاح اننى لست خبير او محلل نفسى لافسر شخصية الرئيس ولن يصح تفسير شخصية الرجل دون معرفة الجانب الشخصى والانسانى ولكنى اتحدث كمواطن مصري شاهد وعايش حقبة مبارك منذ اول تعليق علنى طريف له فى احد زياراته الميدانية لاحد المصانع الاهلية فى مدينة العاشر، عندما امسك بملاية سرير وقال مستغربا: ايه ده؟ فرد العامل: ملاية سيادك، فرد مبارك بغتاته: ايه ده.. ملاية بأستك؟! يبدو ان ديكتاتورنا المنوفى وارد الريف برغم انتقاله للعيش فى قصر ملكى لم يرى ملاية بأستك فى حياته! مشهد ذكرنى بسعيد صالح فى مسرحية هالو شلبى وشرابه الاستيك منه فيه

أعتقد ان غالبية المصريين فى غنى عن تذكيرهم بمن هم عصابة الاخوان المسلمين التى تتستر وراء الدين لاستعادة ما تعتقد انه حق مسلوب فى تحويل مصر الى عاصمة للخلافة الاسلامية، فهذا ما وعد به كلب العروبة عبد الناصر عندما كان عضو فى الجماعة الارهابية التى اطاحت بالملك فاروق والتى سرعان ما انقلب عليها وجردها من احلامها، ثم وبإتفاق مسبق مع صلاح نصر وشمس بدران لعب دور البطولة فى مسرحية اغتيال فاشلة فى المنشية بالاسكندرية لتكون زريعة لتصفية الاخوان وتذويب اجسادهم فى الاسيد على يد زبانية المخابرات العامة والحربية، وعندما طارت رؤوس زعماء الاخوان وتناثرت، توارت ديدانه الصغيرة فى الجحور، الى ان اخرجها الرئيس أنور السادات من الجحور والسجون و اوكار تجارة العملة والمخدرات، وسمح لهم بالانتشار فى كل ارجاء مصر، كانت اوامر السادات واضحة لهؤلاء المرتزقة: سأعطيكم الحرية مقابل ضرب الناصرية والناصريين فى كل انحاء مصر! وبدأ ارهابيى الاخوان بالشوارع والجامعات يرهبون الطالبات ويكونون الفرق العصابية ويوشون بكل ناصرى ويقدمونه الى امن الدولة فريسه يتم اهانتها وانتهاك ادميتها وتعذيبها ثم اطلاق صراحها ليرى الاخرين مصير من يواجه عصابة الإخوان

السادات كان سعيدا بالنتائج وتحول بين ليلة وضحاها الى الرئيس المؤمن انور السادات وظن ان عصابة الاخوان ستدين له بالولاء والوفاء ولكنه نسى ان للاخوان المسلمين هدف خططوا له قبل انقلاب 23 يوليو 1952 ولم يتم تنفيذه بعد.. وهو اقامة دولة الخلافة الاسلامية وعاصمتها مصر.. اقامتها مهما كانت الوسائل والاساليب الاجرامية التى يتبعوها.. هذا هو ظاهر الخطة والهدف المعلن لافراد الجماعة الارهابية، ولكن الحقيقة اخطر من ذلك بكثير.. الحقيقة ان عصابة الاخوان لا يهمها الاسلام كدين فى شيئ ولكنها تتستر وراءه وتلبس عبائته لانها تدرك ان الاسلام سلعة رخيصه يسهل بيعها للفقراء وهم الغالبية، الحقيقة ايضا ان قادة الاخوان لا يدينون بالولاء لاحد ولا حتى لمصر وقد اعلنها قوادهم الاعلى مهدى عاكف عندما قال بكل وقاحه فى البلد التى تأويه: طظ فى مصر وابو مصر! وهذا يدفعنا للتساؤل: لمن يدين مهدى عاكف وعصابة المرتزقة التى يتزعهما بالولاء؟ قتل الاخوان المسلمين الرئيس السادات، قتلوا الرجل الذى منحهم الحرية وتركهم يرتاعون فى ارجاء مصر ناشرين الجهل والتخلف بين البسطاء، قتلوه لانهم لا يشعروا بأنهم يدينون له بشيئ، السادات استخدمهم كأداة لضرب الناصرية وحققوا له ما اراد، ليس لانهم اوفياء للعهد ولكن لانهم وجدوا فى طلب السادات فرصة للانتقام من الرجل الذى شتتهم ودمرهم، فرصة للانتقام من جمال عبد الناصر

لا يخفى على احد ان قادة الاخوان مصريين وان مؤسس الجماعة حسن البنا كان يعمل لحساب الوهابيين فى السعودية ويتلقى منهم الدعم لانهم بسذاجتهم وغبائهم تصورا ان دعم الاخوان سيجعلهم يسيطرون على نظام الحكم فى مصر ان تمكن الاخوان من الاطاحة بالملك المسالم الهادئ فاروق، واستغل الاخوان هذا الغباء السعودى فى امتصاص كل ما يمكن امتصاصه من مال هؤلاء الاغبياء، فحكام السعودية الجهلة الحفاة أكلى الزواحف يطمعون فى مد سلطانهم الى مصر وعصابة الاخوان لن تجد اغبى منهم لتبتذهم بإسم نشر الدين الاسلامى

منذ تولى مبارك فشلت محاولات الاخوان العديدة فى تهيئة مناخ يعينها على الاستيلاء على الحكم فى مصر برغم الدعم المادى السعودى الذى وان فهم مؤخرا ان عصابة الاخوان لن تحقق اهدافه التوسعية إلا انه قرر استخدامها لتحقيق اهداف اخرى لا تقل اهمية وهى إضعاف الحكم فى مصر وزعزعة الاستقرار السياسى للتأثير سلبا على صورة مصر الخارجية بهدف احتلال مكانة مصر على الساحة الدولية وهو سبب يعكس مدى غباء السعودية السياسى، ولكن هذا هو حال العرب الاقزام الذين يعتقدون ان التسلق على اكتاف العظماء يجعلهم عظماء فى نظر العالم، وكما تستوعب عصابة الاخوان جيدا تطلعات السعودية وتساهم فى تحقيق اهدافها، استوعبت ايضا سياسة مبارك وفهمت انه قرر استخدامهم كورقة ضغط دولية لتحقيق مكاسب شخصية، منها مساندة الغرب لسياسته الداخلية والتغاضى عن القمع واهدار حقوق وكرامة المواطن المصرى وتبديد موارد الدولة، مبارك وجد فى الاخوان المسلمين ضالته، فهم يوفرون المناخ الدينى الذى يدعو الى قبول ما يسمى بالقضاء والقدر ويلهى المواطن عن حقوقه بواجباته الدينية تاره وبتجويعه تاره اخرى، ولن يجد مبارك افضل من الاخوان لنشر الجهل والتخلف والرضوخ فترك لهم الحبل الدينى على الغارب، فى المدارس وخاصة بالريف والصعيد اصبحت المدارس دار لتسويق الجهل والخرافات وتجارة وبيع الحجاب، والكل سعيد، مبارك لانه بذلك يضمن انضمام اكبر قدر من الفقراء للقطيع الجاهل الذى لا يعرف حقوقه، والاخوان لانه كلما ازداد عدد المحجبات وذوى اللحى زاد الاعتقاد بأن غالبية الناس تتبع الفكر الاخوانى وبالتالى تبدو الاخوان وكأنها قوة نافذة الى عمق المجتمع! بينما الحقيقة ان الفقيرات يرتدين الحجاب لاسباب لا علاقة لها بصميم الدين ولكن لاسباب اخرى هشه اولها تلاشى ضغط المدرسين التابعين لعصابة الاخوان وطلب رضاهم ليضمنوا النجاح حتى وان كانوا فاشلين وثانيها لان الحجاب يوارى شعورهن المجعدة ويغنيهن عن العناية به وبمظهرهن والذى يكلف مالا طاقه لهن به، الكل سعيد اذن مبارك والاخوان والفقراء الذين وعدوهم بالجنة، ولكن ما يحدث فى الخفاء بشع، لان السعودية لم تعد وحدها التى تريد اجهاض دور مصر الريادى والفوز به، ظهر اقزام اخرون ليمولوا العمليات الارهابية على الاراضى المصرية، سواء الارهاب الاقتصادى باستغلال قانون الاستثمار المصرى للنفاذ الى عصب الاقتصاد المصرى وتدميره، او بتخطيط وتمويل العمليات الارهابية داخل مصر لضرب مصر فى الداخل والخارج فى آن واحد.. ضرب موارد السياحة وتشويه صورة مصر فى الخارج واظهارها على انها دوله غير مستقرة، الاقزام الجدد هم قطر والكويت واليمن، قطر واصبحت لا تخفى وجهها القبيح منذ ان وقعت اتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين الولايات المتحدة، اقزام اصبحوا يعتقدون انهم عظماء مؤثرون لمجرد انهم يسيرون فى موكب الكبار، والاخوان بالطبع لا تفوتهم فرصه للكسب فهم اناس بلا مبادئ او انتماء، استغلت عصابة الاخوان هذا الكم المتزايد من الحقد الظاهر على مصر دولة وشعب، حقد تروج له كل ابواق العرب الاعلامية سواء فى فضائياتهم او مواقع النت او الجرائد، هجوم غير مسبوق على كل ما هو مصرى، انتهاك لكرامة وعرض المصريين دون ادنى حياء، هجوم منظم ويعكس كم البجاحة وقلة الحياء التى اشتهر به العرب، وكان من البديهى ان يتساءل كل مصرى يقرأ ويسمع بذاءات هؤلاء الاقزام فى حقه.. لماذا؟ لماذا هذا الهجوم على مصر والمصريين؟ ماذا فعلنا لنستحق هذه البذاءات؟ الواقع ان الغرض الغير معلن لهذا الكم من البذاءات ليس مجرد جس نبض الشارع المصرى ولكن الغرض هو اثارته.. اثارته تجاه حكومته فى المقام الاول ثم اهانة المصريين لاحباطهم ولتجهيزهم نفسيا لما هو ابشع من الاهانة.. الاحتلال

عصابة الاخوان ادركت ان تحقيق حلمها بالاستيلاء على الحكم فى مصر لن يكون امر سهل خصوصا بعد ظهور منافس لم يكن فى الحسبان، وهو جمال مبارك، ولهذا غيرت استراتيجيتها ووسعت محاور اتصالاتها لتشمل كل اعداء مصر وكل المتأمرين على مصالح الشعب المصرى، بدأت فى استقطاب عملائها فى غزة ووضعت معهم خطة سرية لاقامة أول امارة اسلامية على الارض المصرية، فى سيناء على ان يتم تهجير الفلسطينيين الى سيناء بأعداد كبيرة فى بداية الامر، واذا علمنا كم الزوجات التى يتمتع بها كل اسلامى واسلوبهم فى الزرب لا تتعجب ان يتحول عدد الفلسطينيين فى سيناء الى ما يزيد عن 5 مليون خلال عام واحد، الخطة السرية اتضحت معالمها عندما اعلن مهدى عاكف انه يرحب بإقامة إمارة اسلامية فى غزة، وبدأت تتضح أكثر عندما اعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لفرع الاخوان فى غزة المسمى حماس فى مقابلة تليفزيونية بثتها محطة القدس الفضائية يوم الاحد 14 ديسمبر 2008 ان حماس لن تجدد التهدئة مع اسرائيل والتى ستنتهى يوم الجمعة، فى هذه الاثناء كانت مصر تستقبل عاموس جلعاد لبحث تمديد اتفاق التهدئة بين اسرائيل وحماس مع الدولة الراعية مصر، اتفاق استمر منذ 19 يونيو 2008 الى ان قررت حماس انهائه للبدء فى الجزء الثانى من المخطط الاخوانى بتهجير الفلسطينيين الى سيناء، ولا عجب ان تقوم حماس برشق اسرائيل بالصورايخ لاعلان اشارة البدء

الخطة كانت ساذجة وبسيطة، تبدأ حماس بضرب اسرائيل فتقوم اسرائيل بممارسة حقها الشرعى بالرد وقصف غزة، فيتم دفع الفلسطينيين عن طريق معبر رفح الى سيناء، ومن الجانب المصرى سيقوم الاخوان المسلمين بالتنسيق لإثارة الشارع المصرى للخروج فى مظاهرات للضغط على السلطة لتسمح بفتح المعبر كى يتم تفريغ الفلسطينيين فى سيناء.. سيناريو لن يكلف سوى عدة مئات من القتلى والجرحى الفلسطينيين لاثارة الرأى العام على مصر لترضخ وتفتح المعبر ليبدأ الفصل الثالث من السيناريو
لو لم يكن مبارك والحكومة المصرية واعية ومدركة لخطورة النتيجة لبلعت الطعم الاخوانى وسمحت بفتح معبر رفح، وهنا يجب ان أسجل شكرى لمبارك لدرء هذه المصيبة عن مصر، لان الجزء الثالث من الخطة الاخوانجية كان الاعداد لاعلان سيناء ولاية اسلامية مستقلة ترفع علم فلسطين لكسب تأييد الغرب ولن تستطيع مصر وقتها ابادة الفلسطينيين لانها ستبدو امام العالم فى صورة النازى المجرم

اعتقد ان معظم المصريين فهموا المخطط الاخوانى، خاصة بعد قتل الضابط المصرى برصاص الغدر الفلسطينى والهجمة الهوجاء لكل الاقزام العرب المتأمرين، ولكن ما لم يفهمه العديد من المصريين ان مساندتهم لتصرفات حماس الهمجية والغير مسئولة تؤذى الفلسطينيين اكثر مما تفيدهم، وان نشر صور الاطفال والنساء والقتلى الفلسطينيين ليس من شيم المصريين ولكنه من شيم العرب الاوغاد الهمجيين، حماس هاجمت اسرائيل تنفيذا لاوامر اسيادها الاخوان فى مصر غير عابئين بالعواقب لان اطفال ونساء وشباب فلسطين ليسوا اكثر من اداة فى نظر حماس والاخوان وكثيرا ما ربطوا بأيديهم القذرة الاحزمة الناسفة حول اجساد الفلسطينيين ليفجروا انفسهم، فلا داعى للتباكى على الاطفال والنساء القتلى لانه لا فرق ان يموتوا برصاص اسرائيل او يساقو لتفجير اجسادهم برضاهم

اسرائيل من حقها ابادة حماس دفاعا عن نفسها وحتى اخر ارهابى، وهى بذلك لا تفعل معروفا فى نفسها فحسب بل تصنع معروفا فى الشعب الفلسطينى ومن لا يدرك ذلك عليه ان يسأل عرب 48 المقيمين داخل اسرائيل ليدرك ان اسرائيل ارحم واعقل من زبانية الارهاب القتلة الاجراميين على اى فلسطينى يعيش فى سلام بينهم، على الاقل تمنحهم حياة كريمة لا يتمتع بها اى فلسطينى يعيش تحت سلطة حماس

مؤامرة الاخوان المسلمين التى اشتركت بها حماس تم نيكاحها على الملآ وتحت عيون المتأمرين العرب، والمرتزقة الاعداء الذين يعيشون بيننا من عصابة الاخوان المسلمين، واتمنى ان يكف مبارك عن مساندة حماس لانها ورقة لعب محروقه وغير مجديه فى الضغط على اسرائيل لقبول نشر قوات مصرية فى سيناء، وعليه يجب عدم السماح لهؤلاء الاجراميين بتهريب السلاح والمتفجرات من مصر الى غزة عبر الانفاق السرية، لان أمن مصر ليس من امن حماس ولكنه من أمن اسرائيل التى وقعت مصر معها معاهدة سلام. اسرائيل دولة ديموقراطية وجار عاقل لمصر، وخير من جيران عرب اقذار ابتلانا بهم القدر مثل العقيد الاهبل معمر الطاسة، او جرابيع السعودية الاوباش المتأمرين، اسرائيل دولة حديثة قائمة على ارض تعود لاجدادهم العبرانيين ولهم حق تاريخى فى الارض لا يمكن انكاره وذكرهم فى كتب الاوباش العرب الدينية اكبر دليل على حقهم فى الوجود على هذه الارض، وعلى المصريين ان يكفوا عن مساندة قضايا العرب الاوباش لانهم لا يستحقوا اى مساندة من اى نوع بعد تطاولهم المستمر على مصر والاساءة الى شعب مصر الذى ضحى من اجلهم بالدم والمال والجهد ومع ذلك ظلوا اوفياء لاخلاقهم الوضيعة وسماتهم الرعوية البدوية البشعة وهى الغدر والخيانة ونكران الجميل