Friday, January 23, 2009

الله عَزِل

نحن البشر.. حقا مساكين، نحيا دوما فى صراع مستمر، صراع مع الواقع وصراع اخر مع الخيال.. مساكين ولكنا نستحق الضرب بالاحذية لاننا وحدنا المتسببين فى كل ما نعانيه، متسببين فى خلق كل مقومات الصراع والمعاناة التى تحرق اعصابنا وتخنق افكارنا وتشل قدرتنا على مواجهة الاسباب! الشيئ المؤلم والمحزن فى آن واحد هو ان ترى ان شخص او فئة من البشر توكل نفسها الهة على حياة ومصير وقوت الاخرين، تحلل وتحرم وتقضى وتعاقب.. الى ان وصل بها الامر ان تقتل او تتسبب فى قتل الاخرين

احيانا اعود بذاكرتى للماضى القريب عندما كنت اعتنق الاسلام دينا ورثته كالغالبية العظمى من المسلمين.. احاول استحضار الماضى كما لو كنت انظر الى خبايا نفسى متأملا ذاتى كشخص اخر يطل من نافذه الحاضر على شخص غريب، لحظات استعيد فيها ذكريات اوقات قضيتها فى صراع بين ما تلقيته عن دينى وبين شكى وعلامات الاستفهام التى تدق عقلى دون هواده
ورغم علمى وفقا لما تلقيته ان ما افكر به حرام، وان علامات الاستفهام ربما هى علامات للكفر بعصب الدين الذى كبرت على حبه وتقديسه والاعتقاد التام بصحته، كان عزائى الوحيد على الاستمرار فى التساؤل والبحث هو شغفى بفهم دينى واعتقادى الراسخ بأن الاسلام دين ارسله خالقى لينير طريقى ويخبرنى بما اجهله ليقودنى الى السعادة الابدية ويسمو بروحى وذاتى للقاء خالقى الذى كنت على يقين دفين فى اعماقى بوجوده

كان بحثى وتساؤلى الدائم رغبه صادقة للتقرب من هذا الخالق العظيم الساكن فى اعماقى، ولم يكن لدىً ادنى شك فى ان اجد اجابات لكل تساؤلاتى، او ان اواجه اى صدام يثير فى نفسى مجرد الشك
وهنا يجب ان اعترف بأن معلوماتى عن دينى كانت محدودة جدا.. كعامة المسلمين، ولهذا ينتابنى احيانا احساس بالشفقة على المسلمين المصريين، واتفهم تماما ما يشعرون به من غضب عندما اهاجم الاسلام

استعادتى لذكريات الماضى لم تكن يوما من باب الحنين اليها ولكن لالقاء الضوء على فترة زمنية من حياتى لفهم كيف تحولت من مؤمن بالاسلام ومصدق لما جاء به.. الى كافر به وبنبيه والهه، وحتى اكون اكثر دقه.. محاولاتى للفهم لا تقتصر على فهم كيف ومتى، ولكن لفهم ألية التحول ومراحله ومدى تأثير عامل الادراك على سرعة استجابة العقل للتحول والتغيير

كلنا يعلم ان العقيدة الدينية بنيان يتم تأسيسه فى مرحلة الطفولة، بنيان يكبر وينمو داخلنا.. وبمرور الزمن يشكل جزء من الكيان النفسى والفكرى للشخص وينعكس على المظهر والسلوك، وكلما زاد تغلغل العقيدة الدينية فى هذا البنيان زادت حدة اثره على الفكر والسلوك، الى ان يتحول البنيان الى كائن لا يعى ولا يفهم ولا يتقبل اى نقد للعقيدة لانه يعتبر هذا النقد الة تدميريه لبنيانه وبالتالى يصبح من البديهى رفضها واتخاذ موقف دفاعى يجند فيه كل قواه لتكذيب ومحاربة اى نقد.. ليس لانه بالفعل فى حالة دفاع عن العقيدة الدينية لانه فى الحقيقة يجهل خباياها ولكن لانه فى حالة دفاع عن بنيانه الشخصى الذى يشكل الجانب العقائدى ركيزة اساسيه فى تكوينه

الاديان.. كل الاديان دون استثناء ليست اكثر من خرافات، خرافات لايستطيع احد فى الوجود اثبات صحة ما جاء بها من غيبيات واساطير.. لا احد على الاطلاق.. لا شيوخ ولا قساوسه ولا حخامات ولا اولياء صالحين او طالحين.. أكرر.. لا احد على الاطلاق

لا احد يمكنه اثبات ان هناك حياة بعد الموت، لا احد يستطيع ان يثبت ان هناك من له القدره على احياء ميت، لا احد فعل ولا احد يمكنه ان يفعل.. وكل ما جاء بأساطير الاديان بهذا الخصوص لا يرقى الى اى مستوى يمكن تصنيفه على انه حقيقه.. كل ما لدينا هو.. قال وقيل! حتى ان كان القائل إدعى الالوهية او ان القول يُفترض انه لإله.. لم يستطيع هذا الاله ان يثبت الى اليوم انه قادر على اثبات صحة ما نسب إليه أو ما قيل فرضا على لسانه

لا شك ان كلنا فى طفولته تسائل: اين الله؟ ولا شك انك سمعت نفس الرد فى طفولتك: فى كل مكان! رد.. واقولها بصراحة لم يمنع اى طفل من القاء المزيد من الاسئلة: يعنى ايه فى كل مكان؟ وهنا نتوقف قليلا لنحاول ان نفهم، ما الذى يدفع اى طفل ليسأل هذا السؤال؟ والاجابة البديهية هى ان الرد الاول لم يكن كافيا لاقناع طفل، لهذا استفهم عن المقصود بأن الله فى كل مكان.. كما نعلم جميعا كمسلمين حاليين او سابقين ان هذا النوع من الاسئلة غالبا ما يعاقب عليه الطفل بكلمه: حرام! حرام تسأل فين ربنا! حرام تسأل عايز اشوف ربنا! الخ، تساؤل الطفل يعبر فى الحقيقة عن فطره انسانية نقية غير ملوثة بالتخريف والتخويف، فكر طفولى برئ خالى من عفانة منطق الاديان ولا يحكمه سوى منطق الفطرة السوى، والذى يتحول فكره بمرور الوقت وللاسف الشديد الى نسخة كربونية من فكر اسرته وفقا للاسرة التى هو جزء منها، مسلمة كانت او مسيحية او غيرها

اليوم سنحاول معا ان نجيب على سؤال هذا الطفل، سنحاول معا ان نكون بصفاء ذهنه وبرائته.. دون تخويف او تخريف.. وبما ان السؤال يدور فى فلك ما يسمى بالاديان السماوية وبخاصة الدين الاسلامى فليكن السؤال : أين الله؟ أين هو؟ أين مكانه؟

بما اننا نبحث عن مكان هذا الاله المزعوم وجب علينا الاستعانة بما جاء فى الكتاب الذى قيل لنا انه كتابه.. كتاب الله.. القرآن، فهل يحوى القرآن على إشارات أو دلائل يمكننا الاعتماد عليها لمعرفة اجابة يطمئن لها العقل؟

الواقع ان الباحث فى القرآن عن دلائل واشارات بهذا الصدد، يجب ان يتحلى بقليل من الصبر وحده الذهن، وان يكون على قناعة تامه من ان سؤاله مباح ويستوجب الاجابة، ولا أخفى على القارئ ان تجريد القرآن من القدسية الزائفة يسهل التعامل مع نصوصه السجعية ويكشف حقيقتها البدائية ويجعل الباحث يرى بعمق وشفافية ما يبحث عنه

آيات القرآن التى قد تساهم فى الاجابة على السؤال عديدة، ولكن كما نعلم ان معظم القرآن يخضع لما يسمى بالتأويل، والتأويل بإختصار نوع من التزييف والتدليس المراد به تغيير الحقيقة التى يؤول اليها امر او خبر وذلك بالتلاعب فى تفسير المعنى والمدلول اللفظى للكلام، ولهذا حاولت جاهدا حصر الايات القرآنية التى لا يمكن الافلات من معناها اللفظى وتأويلها بما يخالف النص القرآنى وذلك لتضييق الخناق على هواه التدليس بالتأويل للهروب او الدفاع عن التخريف الواضح فى معظم روايات ونصوص القرآن

الاجابة على السؤال كانت تحتاج الى معرفه شيئ واحد وهو.. المكان.. مكان الله، ولمعرفة مكان شخص ما يجب تحديد مسار بحثى واضح المعالم لحصر كل معلومة غير قابلة للتفسير بأكثر من معنى حتى نصل الى افضل حساب ممكن يتيح لنا تحديد مكان الله فى الكون الذى نعرفه اليوم


الله غير عنوانه

الآيه السابعة من سورة هود تحوى دليل قرآنى قاطع على ان الله عًزل! أى غير عنوانه! حيث تقول: وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ.. خساره! لاننا اطفال غير محظوظين أتينا متأخرين جدا وفاتتنا زيارة عرش الله على ظهر عبارة مثل كوين مارى قبل تحويلها الى اوتيل عائم فى لونج بيتش، او ان كنت من هواه الموت فى سبيل الله فعلى ظهر عبارة مثل عبارة السلام 98 قبل غرقها! لكن للاسف الشديد.. جاءنا القرآن المجيد بالخبر الاكيد.. الله عزل! ولكن الى أين إنتقل الله بعرشه وعفشه وملائكته؟ الى السماء.. ويأتى الخبر الاكيد فى سورة السجدة: يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ! اوكى.. ولكن اى سماء يقصدها القرآن؟ الاولى ام الثانية ام السابعه؟ بقليل من البحث نجد الاجابة بين دفتى قرآن ابن امنه فى سورة الحج: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ! إذن فالسماء التى يتحدث عنها لابد وان تكون اقرب السموات السبع الى الارض! الآن استطعنا معرفة الى اى سماء رحل، ولكن هذا لا يكفى.. الاطفال سألت اين الله؟ أى اين مكان هذا الخلبوص على وجه التحديد؟ فهل يمكننا تحديد مكان الله خاصة وانه قال فى سورة الجاموسة: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ! اى انه بالفعل فى اقرب سماء من الارض؟ فعلى اضعف تقدير هل يمكننا حساب المسافة بيننا وبينه؟

حساب المسافة سيدفعنا الى مزيد من البحث فى القرآن كى نوفر معطيات عن السرعة والزمن لنتمكن من حساب المسافة بيننا وبين الله، فهل توجد اى معطيات عن السرعة والزمن تساعدنا على حساب المسافة بيننا وبينه؟
الواقع نعم.. توجد آيات ولكنها ليست فقط بدائية جدا ولكنها ايضا متضاربة وتعكس مدى جهل وتخبط كاتب القرآن، فعلى سبيل المثال نجد ان وحدة قياس السرعة فى القرآن بدائية للغاية لان العرب كانوا يحسبون المسافة بعدد الايام التى يقطعونها سيرا (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ) من مكان الى اخر، كأن يقولوا مثلا ان المسافة بين هذه القرية واخرى تساوى يوم وليلة بسير الإِبل المحملة بالأثقال سيرا معتادا، وقد ورد فى فقه المذاهب الأربعة أن المسافة التى تقصر فيها الصلاة فى السفر هى ستة عشر فرسخا ذهابا فقط ، والفرسخ ثلاثة أميال ، والميل ستة آلاف ذراع بذراع اليد ، وهذه المسافة تساوى ثمانين كيلو ونصف كيلو ومائة وأربعين مترا، مما يؤكد ان السرعة عند العرب كانت تقاس بسرعة سير الابل المحملة بالاثقال! ولكن ورد فى آيات قرآنية اخرى ما يفيد علم العرب بوحدة قياس سرعة قياسى اسمه (لمح البصر) ونجد امثلة على ذلك فى سورة النحل: وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ! كما نجد ايه اخرى فى سورة القمر: وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ. وكما نعلم فإن لمح البصر يقصد به طرفة العين وهى تساوى عُشر الثانية، ولا يمكن اخذ هذا فى الاعتبار كوحدة قياس سرعة لانها تخالف ما جاء فى آيات اخرى تتحدث عن الزمن كما فى سورة السجدة: يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ. مما تعدون اى سنه قمرية مما يعد العرب وليس سنة ميلادية، بدليل قوله فى سورة يونس: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ. وهنا تقابلنا مشكلة وهى تضارب الايه رقم 5 من سورة السجدة والتى يقول فيها ان الملائكة تعرج اليه فى يوم مقداره الف سنه: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ. وبين الايه رقم 4 من سورة المعارج: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ! فرق يساوى 49 الف سنه! مما تعدون، على اى حال وبرغم ان الايه رقم 47 من سورة الحج تؤكد خطأ ما جاء بسورة المعارج حيث يقول: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ. دعونا نستخدم ما جاء بسورة المعارج ونحسب المسافة وفقا لحساب اليوم يساوى خمسين الف سنه، بما اننا اخذنا فى الاعتبار حساب سرعة الخيل وهى فى اقصاها تصل الى 70 كيلومتر فى الساعة واهملنا سرعة (لمح البصر)، وعليه تكون المسافة بيننا وبين الله فى سمائه التى ذكرها فى سورة المعارج آية 9 على بعد 29736000000 كيلومتر من كوكب الارض، اى على بعد 99188423 ثانية ضوئية، اى 0,003 سنة ضوئية بالتمام والكمال! واو.. الله وسمائه اقرب الينا من اقرب نجم لمجموعتنا الشمسية

هل سمعت احد الاطفال يسأل: اذا كانت َتعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، كيف اذا لجبريل ان يهبط من السماء بالوحى مرارا على محمد فى فتره مقدارها 23 سنه مما تعدون؟ لابد وان الوحى نزل على محمد بينما كان الله يعيش فى عرشه فوق الماء.. اى.. قبل ما يعزل

Tuesday, January 06, 2009

مؤامرة الاخوان


المخطط الاخوانى الخبيث لمولد إمارة خلافة اسلامية فى مصر تم نيكاحه على الملآ من قبل السلطة المصرية
ونستطيع ان نقول كلمة لم نقولها لمبارك منذ زمن طويل وهى شكرا يا مبارك

كثيرا ما شعرنا بالغضب من ديكتاتورنا الراكض على انفاسنا منذ 27 عاما بسبب ما يسمح به من انتهاكات صارخة وإهدار لحقوق وقوت وكرامة وموارد الشعب المصرى، ولا يخفى على احد كم البرود وتقل الدم الذى يتمتع به مبارك.. برود فى التعامل والحديث وغلو مصطنع يكسوه الكبرياء والغتاته مما جعله شخصية مكروهه من الغالبية العظمى من المصريين بما فيهم مؤيديه

وحتى اكون منصف فيجب ايضاح اننى لست خبير او محلل نفسى لافسر شخصية الرئيس ولن يصح تفسير شخصية الرجل دون معرفة الجانب الشخصى والانسانى ولكنى اتحدث كمواطن مصري شاهد وعايش حقبة مبارك منذ اول تعليق علنى طريف له فى احد زياراته الميدانية لاحد المصانع الاهلية فى مدينة العاشر، عندما امسك بملاية سرير وقال مستغربا: ايه ده؟ فرد العامل: ملاية سيادك، فرد مبارك بغتاته: ايه ده.. ملاية بأستك؟! يبدو ان ديكتاتورنا المنوفى وارد الريف برغم انتقاله للعيش فى قصر ملكى لم يرى ملاية بأستك فى حياته! مشهد ذكرنى بسعيد صالح فى مسرحية هالو شلبى وشرابه الاستيك منه فيه

أعتقد ان غالبية المصريين فى غنى عن تذكيرهم بمن هم عصابة الاخوان المسلمين التى تتستر وراء الدين لاستعادة ما تعتقد انه حق مسلوب فى تحويل مصر الى عاصمة للخلافة الاسلامية، فهذا ما وعد به كلب العروبة عبد الناصر عندما كان عضو فى الجماعة الارهابية التى اطاحت بالملك فاروق والتى سرعان ما انقلب عليها وجردها من احلامها، ثم وبإتفاق مسبق مع صلاح نصر وشمس بدران لعب دور البطولة فى مسرحية اغتيال فاشلة فى المنشية بالاسكندرية لتكون زريعة لتصفية الاخوان وتذويب اجسادهم فى الاسيد على يد زبانية المخابرات العامة والحربية، وعندما طارت رؤوس زعماء الاخوان وتناثرت، توارت ديدانه الصغيرة فى الجحور، الى ان اخرجها الرئيس أنور السادات من الجحور والسجون و اوكار تجارة العملة والمخدرات، وسمح لهم بالانتشار فى كل ارجاء مصر، كانت اوامر السادات واضحة لهؤلاء المرتزقة: سأعطيكم الحرية مقابل ضرب الناصرية والناصريين فى كل انحاء مصر! وبدأ ارهابيى الاخوان بالشوارع والجامعات يرهبون الطالبات ويكونون الفرق العصابية ويوشون بكل ناصرى ويقدمونه الى امن الدولة فريسه يتم اهانتها وانتهاك ادميتها وتعذيبها ثم اطلاق صراحها ليرى الاخرين مصير من يواجه عصابة الإخوان

السادات كان سعيدا بالنتائج وتحول بين ليلة وضحاها الى الرئيس المؤمن انور السادات وظن ان عصابة الاخوان ستدين له بالولاء والوفاء ولكنه نسى ان للاخوان المسلمين هدف خططوا له قبل انقلاب 23 يوليو 1952 ولم يتم تنفيذه بعد.. وهو اقامة دولة الخلافة الاسلامية وعاصمتها مصر.. اقامتها مهما كانت الوسائل والاساليب الاجرامية التى يتبعوها.. هذا هو ظاهر الخطة والهدف المعلن لافراد الجماعة الارهابية، ولكن الحقيقة اخطر من ذلك بكثير.. الحقيقة ان عصابة الاخوان لا يهمها الاسلام كدين فى شيئ ولكنها تتستر وراءه وتلبس عبائته لانها تدرك ان الاسلام سلعة رخيصه يسهل بيعها للفقراء وهم الغالبية، الحقيقة ايضا ان قادة الاخوان لا يدينون بالولاء لاحد ولا حتى لمصر وقد اعلنها قوادهم الاعلى مهدى عاكف عندما قال بكل وقاحه فى البلد التى تأويه: طظ فى مصر وابو مصر! وهذا يدفعنا للتساؤل: لمن يدين مهدى عاكف وعصابة المرتزقة التى يتزعهما بالولاء؟ قتل الاخوان المسلمين الرئيس السادات، قتلوا الرجل الذى منحهم الحرية وتركهم يرتاعون فى ارجاء مصر ناشرين الجهل والتخلف بين البسطاء، قتلوه لانهم لا يشعروا بأنهم يدينون له بشيئ، السادات استخدمهم كأداة لضرب الناصرية وحققوا له ما اراد، ليس لانهم اوفياء للعهد ولكن لانهم وجدوا فى طلب السادات فرصة للانتقام من الرجل الذى شتتهم ودمرهم، فرصة للانتقام من جمال عبد الناصر

لا يخفى على احد ان قادة الاخوان مصريين وان مؤسس الجماعة حسن البنا كان يعمل لحساب الوهابيين فى السعودية ويتلقى منهم الدعم لانهم بسذاجتهم وغبائهم تصورا ان دعم الاخوان سيجعلهم يسيطرون على نظام الحكم فى مصر ان تمكن الاخوان من الاطاحة بالملك المسالم الهادئ فاروق، واستغل الاخوان هذا الغباء السعودى فى امتصاص كل ما يمكن امتصاصه من مال هؤلاء الاغبياء، فحكام السعودية الجهلة الحفاة أكلى الزواحف يطمعون فى مد سلطانهم الى مصر وعصابة الاخوان لن تجد اغبى منهم لتبتذهم بإسم نشر الدين الاسلامى

منذ تولى مبارك فشلت محاولات الاخوان العديدة فى تهيئة مناخ يعينها على الاستيلاء على الحكم فى مصر برغم الدعم المادى السعودى الذى وان فهم مؤخرا ان عصابة الاخوان لن تحقق اهدافه التوسعية إلا انه قرر استخدامها لتحقيق اهداف اخرى لا تقل اهمية وهى إضعاف الحكم فى مصر وزعزعة الاستقرار السياسى للتأثير سلبا على صورة مصر الخارجية بهدف احتلال مكانة مصر على الساحة الدولية وهو سبب يعكس مدى غباء السعودية السياسى، ولكن هذا هو حال العرب الاقزام الذين يعتقدون ان التسلق على اكتاف العظماء يجعلهم عظماء فى نظر العالم، وكما تستوعب عصابة الاخوان جيدا تطلعات السعودية وتساهم فى تحقيق اهدافها، استوعبت ايضا سياسة مبارك وفهمت انه قرر استخدامهم كورقة ضغط دولية لتحقيق مكاسب شخصية، منها مساندة الغرب لسياسته الداخلية والتغاضى عن القمع واهدار حقوق وكرامة المواطن المصرى وتبديد موارد الدولة، مبارك وجد فى الاخوان المسلمين ضالته، فهم يوفرون المناخ الدينى الذى يدعو الى قبول ما يسمى بالقضاء والقدر ويلهى المواطن عن حقوقه بواجباته الدينية تاره وبتجويعه تاره اخرى، ولن يجد مبارك افضل من الاخوان لنشر الجهل والتخلف والرضوخ فترك لهم الحبل الدينى على الغارب، فى المدارس وخاصة بالريف والصعيد اصبحت المدارس دار لتسويق الجهل والخرافات وتجارة وبيع الحجاب، والكل سعيد، مبارك لانه بذلك يضمن انضمام اكبر قدر من الفقراء للقطيع الجاهل الذى لا يعرف حقوقه، والاخوان لانه كلما ازداد عدد المحجبات وذوى اللحى زاد الاعتقاد بأن غالبية الناس تتبع الفكر الاخوانى وبالتالى تبدو الاخوان وكأنها قوة نافذة الى عمق المجتمع! بينما الحقيقة ان الفقيرات يرتدين الحجاب لاسباب لا علاقة لها بصميم الدين ولكن لاسباب اخرى هشه اولها تلاشى ضغط المدرسين التابعين لعصابة الاخوان وطلب رضاهم ليضمنوا النجاح حتى وان كانوا فاشلين وثانيها لان الحجاب يوارى شعورهن المجعدة ويغنيهن عن العناية به وبمظهرهن والذى يكلف مالا طاقه لهن به، الكل سعيد اذن مبارك والاخوان والفقراء الذين وعدوهم بالجنة، ولكن ما يحدث فى الخفاء بشع، لان السعودية لم تعد وحدها التى تريد اجهاض دور مصر الريادى والفوز به، ظهر اقزام اخرون ليمولوا العمليات الارهابية على الاراضى المصرية، سواء الارهاب الاقتصادى باستغلال قانون الاستثمار المصرى للنفاذ الى عصب الاقتصاد المصرى وتدميره، او بتخطيط وتمويل العمليات الارهابية داخل مصر لضرب مصر فى الداخل والخارج فى آن واحد.. ضرب موارد السياحة وتشويه صورة مصر فى الخارج واظهارها على انها دوله غير مستقرة، الاقزام الجدد هم قطر والكويت واليمن، قطر واصبحت لا تخفى وجهها القبيح منذ ان وقعت اتفاقية الدفاع المشترك بينها وبين الولايات المتحدة، اقزام اصبحوا يعتقدون انهم عظماء مؤثرون لمجرد انهم يسيرون فى موكب الكبار، والاخوان بالطبع لا تفوتهم فرصه للكسب فهم اناس بلا مبادئ او انتماء، استغلت عصابة الاخوان هذا الكم المتزايد من الحقد الظاهر على مصر دولة وشعب، حقد تروج له كل ابواق العرب الاعلامية سواء فى فضائياتهم او مواقع النت او الجرائد، هجوم غير مسبوق على كل ما هو مصرى، انتهاك لكرامة وعرض المصريين دون ادنى حياء، هجوم منظم ويعكس كم البجاحة وقلة الحياء التى اشتهر به العرب، وكان من البديهى ان يتساءل كل مصرى يقرأ ويسمع بذاءات هؤلاء الاقزام فى حقه.. لماذا؟ لماذا هذا الهجوم على مصر والمصريين؟ ماذا فعلنا لنستحق هذه البذاءات؟ الواقع ان الغرض الغير معلن لهذا الكم من البذاءات ليس مجرد جس نبض الشارع المصرى ولكن الغرض هو اثارته.. اثارته تجاه حكومته فى المقام الاول ثم اهانة المصريين لاحباطهم ولتجهيزهم نفسيا لما هو ابشع من الاهانة.. الاحتلال

عصابة الاخوان ادركت ان تحقيق حلمها بالاستيلاء على الحكم فى مصر لن يكون امر سهل خصوصا بعد ظهور منافس لم يكن فى الحسبان، وهو جمال مبارك، ولهذا غيرت استراتيجيتها ووسعت محاور اتصالاتها لتشمل كل اعداء مصر وكل المتأمرين على مصالح الشعب المصرى، بدأت فى استقطاب عملائها فى غزة ووضعت معهم خطة سرية لاقامة أول امارة اسلامية على الارض المصرية، فى سيناء على ان يتم تهجير الفلسطينيين الى سيناء بأعداد كبيرة فى بداية الامر، واذا علمنا كم الزوجات التى يتمتع بها كل اسلامى واسلوبهم فى الزرب لا تتعجب ان يتحول عدد الفلسطينيين فى سيناء الى ما يزيد عن 5 مليون خلال عام واحد، الخطة السرية اتضحت معالمها عندما اعلن مهدى عاكف انه يرحب بإقامة إمارة اسلامية فى غزة، وبدأت تتضح أكثر عندما اعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لفرع الاخوان فى غزة المسمى حماس فى مقابلة تليفزيونية بثتها محطة القدس الفضائية يوم الاحد 14 ديسمبر 2008 ان حماس لن تجدد التهدئة مع اسرائيل والتى ستنتهى يوم الجمعة، فى هذه الاثناء كانت مصر تستقبل عاموس جلعاد لبحث تمديد اتفاق التهدئة بين اسرائيل وحماس مع الدولة الراعية مصر، اتفاق استمر منذ 19 يونيو 2008 الى ان قررت حماس انهائه للبدء فى الجزء الثانى من المخطط الاخوانى بتهجير الفلسطينيين الى سيناء، ولا عجب ان تقوم حماس برشق اسرائيل بالصورايخ لاعلان اشارة البدء

الخطة كانت ساذجة وبسيطة، تبدأ حماس بضرب اسرائيل فتقوم اسرائيل بممارسة حقها الشرعى بالرد وقصف غزة، فيتم دفع الفلسطينيين عن طريق معبر رفح الى سيناء، ومن الجانب المصرى سيقوم الاخوان المسلمين بالتنسيق لإثارة الشارع المصرى للخروج فى مظاهرات للضغط على السلطة لتسمح بفتح المعبر كى يتم تفريغ الفلسطينيين فى سيناء.. سيناريو لن يكلف سوى عدة مئات من القتلى والجرحى الفلسطينيين لاثارة الرأى العام على مصر لترضخ وتفتح المعبر ليبدأ الفصل الثالث من السيناريو
لو لم يكن مبارك والحكومة المصرية واعية ومدركة لخطورة النتيجة لبلعت الطعم الاخوانى وسمحت بفتح معبر رفح، وهنا يجب ان أسجل شكرى لمبارك لدرء هذه المصيبة عن مصر، لان الجزء الثالث من الخطة الاخوانجية كان الاعداد لاعلان سيناء ولاية اسلامية مستقلة ترفع علم فلسطين لكسب تأييد الغرب ولن تستطيع مصر وقتها ابادة الفلسطينيين لانها ستبدو امام العالم فى صورة النازى المجرم

اعتقد ان معظم المصريين فهموا المخطط الاخوانى، خاصة بعد قتل الضابط المصرى برصاص الغدر الفلسطينى والهجمة الهوجاء لكل الاقزام العرب المتأمرين، ولكن ما لم يفهمه العديد من المصريين ان مساندتهم لتصرفات حماس الهمجية والغير مسئولة تؤذى الفلسطينيين اكثر مما تفيدهم، وان نشر صور الاطفال والنساء والقتلى الفلسطينيين ليس من شيم المصريين ولكنه من شيم العرب الاوغاد الهمجيين، حماس هاجمت اسرائيل تنفيذا لاوامر اسيادها الاخوان فى مصر غير عابئين بالعواقب لان اطفال ونساء وشباب فلسطين ليسوا اكثر من اداة فى نظر حماس والاخوان وكثيرا ما ربطوا بأيديهم القذرة الاحزمة الناسفة حول اجساد الفلسطينيين ليفجروا انفسهم، فلا داعى للتباكى على الاطفال والنساء القتلى لانه لا فرق ان يموتوا برصاص اسرائيل او يساقو لتفجير اجسادهم برضاهم

اسرائيل من حقها ابادة حماس دفاعا عن نفسها وحتى اخر ارهابى، وهى بذلك لا تفعل معروفا فى نفسها فحسب بل تصنع معروفا فى الشعب الفلسطينى ومن لا يدرك ذلك عليه ان يسأل عرب 48 المقيمين داخل اسرائيل ليدرك ان اسرائيل ارحم واعقل من زبانية الارهاب القتلة الاجراميين على اى فلسطينى يعيش فى سلام بينهم، على الاقل تمنحهم حياة كريمة لا يتمتع بها اى فلسطينى يعيش تحت سلطة حماس

مؤامرة الاخوان المسلمين التى اشتركت بها حماس تم نيكاحها على الملآ وتحت عيون المتأمرين العرب، والمرتزقة الاعداء الذين يعيشون بيننا من عصابة الاخوان المسلمين، واتمنى ان يكف مبارك عن مساندة حماس لانها ورقة لعب محروقه وغير مجديه فى الضغط على اسرائيل لقبول نشر قوات مصرية فى سيناء، وعليه يجب عدم السماح لهؤلاء الاجراميين بتهريب السلاح والمتفجرات من مصر الى غزة عبر الانفاق السرية، لان أمن مصر ليس من امن حماس ولكنه من أمن اسرائيل التى وقعت مصر معها معاهدة سلام. اسرائيل دولة ديموقراطية وجار عاقل لمصر، وخير من جيران عرب اقذار ابتلانا بهم القدر مثل العقيد الاهبل معمر الطاسة، او جرابيع السعودية الاوباش المتأمرين، اسرائيل دولة حديثة قائمة على ارض تعود لاجدادهم العبرانيين ولهم حق تاريخى فى الارض لا يمكن انكاره وذكرهم فى كتب الاوباش العرب الدينية اكبر دليل على حقهم فى الوجود على هذه الارض، وعلى المصريين ان يكفوا عن مساندة قضايا العرب الاوباش لانهم لا يستحقوا اى مساندة من اى نوع بعد تطاولهم المستمر على مصر والاساءة الى شعب مصر الذى ضحى من اجلهم بالدم والمال والجهد ومع ذلك ظلوا اوفياء لاخلاقهم الوضيعة وسماتهم الرعوية البدوية البشعة وهى الغدر والخيانة ونكران الجميل