إحتكر البشر وما زالوا فكرة الاعتقاد بأن لديهم القدرة العقلية الكافية التى تؤهلهم للتعامل مع معطيات الواقع بعقلانية تفوق دائما قدرة الحيوان
مقال اليوم سيلقي الضوء على هذا الاعتقاد السائد لنرى ما إذا كان كل البشر بالفعل لديهم تلك القدرة وإن كان بإمكانهم إستخدامها فى كل الاحوال، فإن كنت من المؤمنين بالله ورسوله إنتظر حتى نهاية المقال وربما تفاجئ انك أقل قدرة من الكلب أو الحمار
لنبدأ من القاع وبلغة بسيطة حتى يتمكن الجميع من المتابعة والفهم
أنت تعتقد انك تعبد الله، ذلك الاله الخفي الذى الصقت به الاديان شتى الصفات والقدرات ومنحته الاجلال والتعظيم ومات الكثيرين أو قَتلوا وقُتلوا من أجله ... رائع، والله كما تردد الاديان خير، لان الشر ومرادفاته أُلصقت بكائن أخر خفى أيضا أسموه الشيطان
خلاصة القول لدينا الخير متمثل في شخصية الله ولدينا الشر متمثل في شخصية الشيطان، والاديان كلها دون استثناء إختارت أن تعبد وتقدس الله وتلعن وتعوذ بالله من الشيطان، وسؤالى هو : هل انت بالفعل متأكد من انك إخترت طريق الخير وليس طريق الشر؟ هل انت على يقين من انك حقا تعبد الإله ولا تعبد الشيطان اللعين؟
إن كانت إجابتك كما أتوقع أن تكون ... بنعم ، إذن أجب بنفسك على الاسئلة البسيطة التالية :ـ
من الذى إختار أن يرسل العديد من الانبياء والرسل والديانات التى تنكر كل منها الاخري وتصفها بالضلال ... الله أم الشيطان؟
ـ من الذي أعد نارا موقدة لحرق وتعذيب البشر فى الاخرة ... الله أم الشيطان؟
ـ من الذى من أجله قتل و قُتل الالاف من البشر فى غزوات وحروب بإسمه ومن أجله ومن الذي يفجرالمؤمنين أنفسهم في سبيله... الله أم الشيطان؟
من أجل من تنحر ألالاف من رقاب الحيوانات كإضحيات وقرابين ... الله أم الشيطان؟
من أجل من يتم تبديد المليارات من أموال الفقراء سنويا فى حج وعمرة ... الله أم الشيطان؟
من أجل من تبدد الالاف من الاراض لاستخدامها كدور للعبادة والتى تكلف مليارات سنويا على ادارتها وصيانتها ... الله أم الشيطان؟
بإسم من يتم ابتزاز الفقراء فى الدجل والعلاج بالرقية الشرعية والاتجار بآياته ... الله أم الشيطان؟
هل القتل والتعذيب وإلقاء البشر بالنار أحياء وسفك الدماء وتبديد أموال الفقراء وإغراقهم فى الدجل والخرافات خير فى رأيك؟
هل تعبد حقا إله أم أنك غارق فى الرعب حتى اصاب الشلل عقلك وأفقدك القدرة على التمييز بين الخير والشر؟
من هو الشيطان الحقيقى فى رأيك؟ الجبار المتكبر القهار القابض المذل الضار الملك الذى تهابه وترهبه وتخاف عذابه الاليم، أم التافه الذى لا حول ولا قوه له سوى الوسوسه؟
هل انت واثق حقا فى كلام خير الماكرين الذى حدثك عن نفسه وعن من قال عنه الشيطان الرجيم؟
اليس من الوارد ان يكون الشيطان الحقيقى لم يكتفى فقط بالاعتراض على السجود لادم، بما انه جاهر برفض الطاعة وتحدى إرادة الله وفقا لاساطير الاديان؟ كائن له القدرة على رفض امر الاله وتحديه، من يدرى .. ربما كانت له قدرات اعظم! قدرات مكنته ليس فقط من الثورة على الاله بل ربما مكنته من عزله واحتلال مكانه، وربما هذا مايفسر التخبط والتضاد والعداء والدم والتعذيب والقتل فى الاديان، كما يفسر صمت الاله الازلى عن الفساد والجرائم وعدم الاستجابه لدعاء او رجاء، كما لو كان إما سادى مجرم يتلذذ بما يرى من جرائم وفساد، او بالاحرى عاجز عن الاستجابه لسبب ما ولا يقوى على فعل اى شيئ
أفعال وأقوال إله الاديان الذى نحن بصدد الحديث عنه تحوى دلائل عديده تفضح حقيقته، نحن البشر كثيرا ما نردد ان الكمال لله وحده، فما هو الكمال؟ الكمال فى رأيى كبشر وبإختصار شديد .. هو قمة المثالية فى القول والفعل... فهل يرقى إله الاديان الى تلك الدرجة البشرية من المثالية ويتعداها بمراحل نشعر معها أنه حقا فى غاية الكمال؟
كثيرا ما استوقفنى التشابه الشديد فى تصرفات الله أو من يقال عنه الله بتصرفات أقدم شيطان عرفته البشرية، اتحدث هنا عن شيطان الفراعنة (ست) الذى سبق لى الحديث عنه مرارا على صفحات المدونة، فليس من الصدفة مثلا أن يقذف الشيطان الشرير (ست) إبن أخيه (حورس) بكره من النار ليلحق به الاذى، ولا يجد الله بجلالة قدره وسيله اخرى سوى قذف الشياطين بكرات من النار ليلحق بها الاذى! (وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَـنٍ مَّارِدٍ - لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الاٌّعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ - دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ - إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) ، (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّـهَا لِلنَّـظِرِينَ - وَحَفِظْنَـهَا مِن كُلِّ شَيْطَـنٍ رَّجِيمٍ - إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ) ، (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ) ... غريب أمر هذا الاله! من الذى اخبره بتلك الوسيلة الفرعونية الشيطانية المتوغلة فى القدم؟! لا داعى للعودة للوراء لالاف السنين.. دعنا نعود فقط 63 عام قبل موت ابن امنه اى يوم مولده ونقرأ كيف كانت خرافة مطاردة الشياطين بكرات النار وتحديدا بما كانوا يعتقدوا انها نجوم آنذاك ... وتلاشيا لحشو المقال بعن فلان ابن علان قال حيران ابن سعفان.. إرهق نفسك قليلا بالبحث عن قصة ولادة ابن امنه التى تناقلتها العديد من المواقع نقلا عن كتاب بحار الانوار لتدرك ان كاتب القرآن إستقى خرافته بالفعل من اساطير الاولين
نفهم من هذا ان قذف الاعداء بكرات النار تقليد شيطانى قديم وليس تصرف يدل على ان صاحبه يملك حقا قدرة (كن فيكون!) ناهيك عن عدم منطقية بل غباء التصرف فى حد ذاته، لانه لا يضير الماء ان ترشها بالماء ولا يضير النار ان تقذفها بالنار، وكالعادة بينما تتمتع اساطير الفراعنة بالمنطقية فى البناء الدرامى، حيث يكون من المقبول عقليا ان يتمتع شيطان اسطورى شرير مثل ست بقدرة قذف حورس بكره من النار فيقتلع عينه، نجد ان نفس الاسطورة بمجرد ان تناقلها العرب جردوها من المنطق لتتناسب وقدراتهم العقلية المتدنية، وما ان وصلت الى قرآن ابن امنة إتسمت حقا بالغباء
لا استطيع ان اتصور ان إله قادر لا يجد وسيلة أذكى لعقاب الشياطين الاشرار المخلوقين من نار سوى قذفهم بكرات من النار، إلا اذا كان هذا الاله إله زائف وليس أكثر من شيطان يداعب شياطينه بقذفهم بكرات النار ليمنحهم مزيدا من القوة
مؤكد.. أن للحديث بقية