قبل الخوض فى اصل اللغة التى كُتب بها قرآن محمد ابن آمنة، أود ان اطرح على القارئ بعض التساؤلات عن الفكر الدينى واصل الاعتقاد ومصدره واسبابه، ليتضح لنا المصدر الحقيقى لأصل المفردات الدينية فى اللغة
السؤال الاول والبديهى هو: من أعبد ولماذا؟
من أعبد؟ المفترض ان الناس تعبد خالق الكون، وهنا يبدأ الاختلاف الذى أدى الى خلاف وتناحر وحروب لا حصر لها. الاختلاف لم يكن على من اعبد، فالكل يعتقد انه يعبد الخالق، ولكن الخلاف على ماهية واسم هذا الخالق، فكل مجتمع او شعب مختلف اختلف مع الاخر على تسمية هذا الخالق وتعريفه، ويبقى سؤال اخر.. لماذا اعبد اى اله اى كان هذا الاله ومهما اختلفت اسمائه؟
لابد ان يكون هناك سبب منطقى ومقبول للعبادة وإلا فما الداعى لمضيعة الوقت فى طقوس دينية لا فائده منها ولا رجاء.. آها.. حتى لا يلقى بك فى جهنم، وكى تفوز بدخول الجنة؟! ولما لا الفوز بالدخول الى اعظم جنات إله محمد على الاطلاق.. جنة الفردوس الاعلى.. وما ادراك ما جنة الفردوس
تخيل ان شخص متخلف عقليا وجد فى متناول يديه كمية من الصلصال فقام بتشكيلها على هيئة كائنات واشكال مختلفة الى ان انتهى الصلصال، فهل تلومه ان غضب وثار ودق رأس شكل من الاشكال لانه قرر فجأة انها لا تعجبه وترضيه؟ هل تلومه ان طلب مما صنعت يداه ان تسجد له وتتحدث اليه تدعوه ان لا يدق عنقها؟ هل تلومه ان جلس ينظر ويتأمل ويتفحص ما صنعت يداه فى صمت لساعات طويله، او ان قرر تركها والرحيل؟ بالطبع لا لوم ولا حرج.. لانك تدرك الفرق بين فنان عاقل يصنع التماثيل ليمتع عيون الناظرين بفنه وفكره وبين مجنون يطلب مما صنعت يداه ان تسجد له وتناجيه وإلا دق عنقها وداسها بأقدامه فى ثورة وغضب! الفنان المبدع العاقل لا يفكر بمنطق المتخلف، العاقل لا ينتظر مما صنعت يداه شكر وتبجيل وعبادة لانه قادر عاقل مدرك لامكانياته وقدراته لا يحتاج شكر واستحسان من مخلوقات هو اسمى منها او يتنظر منهم ان يدعونه خوفا منه وطمعا فى جناته (يَدْعُونَ رَبّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) ، اما منطق المعتوه المخبول فهو النقيض. إله الاسلام يقول: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ. (اى ليقوموا بعبادته)، ليه يا ميمون.. ايه مشكلتك؟
إله الاسلام لص غبى.. ولمعرفة الاسباب دعونا نحفر اكثر عمقا لنعرى تماما جذور وأصل خرافات الاسلام، وهذا يقودنا للسؤال الثانى
ما أصل المفردات اللغوية الدينية؟
نحن البشر ودون الحاجة الى الاعتقاد بالغيبيات ندرك جيدا حقيقة مؤكدة وهى الموت، ولكن ماذا بعد الموت؟
تؤكد العديد من نقوش المعابد المصرية والمخطوطات البردية على ان اجدادنا الفراعنة كان لديهم معتقد دينى راسخ بالبعث بعد الموت وبيوم يحاسب فيه الانسان على ما فعل فى دنياه فإما ان يفوز بنعيم الحياة الابدية الى جوار الرب او يقرر الرب حرمانه من هذه النعمة، ومن ثم فقد اشتملت مفردات الديانة المصرية القديمة على كلمات عديدة تعبر عن تلك المعتقدات جملة وتفصيلا، بما فى ذلك الغيبيات، مثل البعث وميزان اعمال الخير والصعود الى العلا حيث الحياة الابدية، والتاريخ الانسانى يؤكد ان العديد من الشعوب اقتبست عن الفكر الدينى المصرى العديد من الافكار والطقوس والالفاظ وحرفتها بما يتماشى مع فكر تلك الشعوب احيانا، وفى احيان اخرى نقلت عنها بجهل تام او عن سوء فهم، والاسلام احد تلك الاديان
الطريف ان الله بجلاله قدره كان احد اللصوص الذين اقتبسوا عن الفراعنة معتقداتهم بما فى ذلك مصطلحاتهم اللغوية الكهنوتية! واليك الدليل
كلنا نعلم من كتب السيرة والحديث ان الجنات مئة درجة وان اعلى درجات الجنة على الاطلاق هى جنة الفردوس الاعلى، وهى جنة <<خمس نجوم>> فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، تجرى من تحتها انهار المياه العذبة واللبن والعسل والخمر.. بل هى فى العديد من الروايات الاسلامية وكتب الحديث والسيرة النبوية.. منبع انهار الجنة، ومحجوزة بأكملها للانبياء والصحابة والشهداء، لماذا؟ لان ما يميزها عن باقى الجنات ان الله بجلالة قدره غرز بيديه اشجارها! ولأن سقف هذه الجنة هو عرش إله محمد ابن آمنة صخسيا! ولكن من اين سرق محمد ابن امنة هذا اللفظ.. فردوس؟
فردوس كلمة مصرية وتنطق
فر دا وس
وتعنى: ارض البقاء الابدية. والترجمة الدقيقة للمقاطع الصوتية هى
فر : وتعنى رحل، وتنطق بفتح الفاء لتعنى الرحيل الارادى او الابتعاد عن عمد، وبكسر الفاء لتعنى الرحيل الغير ارادى اى الموت، وتستخدم بنفس المعنى فى (فرـ اق) وتنطق بضم او كسر الفاء الى اليوم (فراق)، وعادة ما تستخدم فى الريف للتعبير عن الموت ايضا فى (فرـ ا) وتنطق (فره) لموت الطيور، كما تستخدم بمعنى إبعاد كما فى (فر ـ شح( اى ابعد قدميه عن بعضهم، او (فر ـ فش) اى ابعد الكآبه
دا : مكان محدد يجمع الناس، او يعيشون فيه كما فى (دار)، و تستخدم مع اصوات اخرى لتعبر دائما عن مكان كما فى (دا ـ رى) اى اخفى فى مكان، او (دا ـ ير) اى يدور حول نفسه بلا هدف، او كما فى (دا ـ يخ) اى يشعر بـ (دا وار) اى لا يقوى على الوقوف فى مكان كما تستخدم ايضا للتعبير عن البحث عن شيئ او شخص فى اماكن عديدة، وكما فى (دا ـ ور) اى ابحث فى الاماكن
وس : وتعنى شيئ او حيز ليس له بدايه او نهايه اى غير محدد أو ابدى، او كما فى (وس ـ عا) اى حيز كبير، او (وس ـ ط) اى شيئ او حيز متوسط الحجم او الكم او السعة او المسافة او الموقع، او كما فى (وس ـ وس) اى شيئ له اثر معلوم ولكنه مجهول الكينونة والمصدر
فهل يعلم الله ورسوله من الذى بدع فى الاصل اسم اعظم جناته؟ الاجابة هى: اجدادنا الفراعنة
والسرقة لا تنتهى.. فهل يعلم الله ورسوله كيف يصل عباده الصالحين بعد البعث الى جنة الفردوس؟ على ظهر الابل والبغال مثلا؟ ام على ظهر براق ابيض ذو اجنحه؟ كيف السبيل الى الصعود الى جنة الفردوس الفرعونية؟ ربما من فوق جبل ما؟
من مناسك الحج الاسلامى المعروفة والتى لا يكتمل الحج بدونها الوقوف بعرفات. مين؟! جبل عرفات
الوقوف بعرفات من الطقوس الاسلامية التى لا يفهمها المسلمين انفسهم، برغم ان للوقوف بعرفات احكام واصول تشريعية عجيبة وغريبة. الحج كما نعلم هو عبارة عن مسيرة تبدأ من مكة وتنتهى بها، والوقوف بعرفات هو المكان الاول الذى يسمح به للحاج بالتوقف عن مسيرته، فما معنى هذا الاسم.. عرفات؟ وما هو اصله وما سر رمزية الوقوف بعرفات؟
يقول ابن كثير عن سبب التسمية: سُميت عرفات لما رواه عبد الرزاق قال: أخبرنى ابن جريج قال: قال سعيد بن المسيب: قال على بن أبى طالب: بعث الله جبريل عليه السلام إلى إبراهيم فحج به حتى إذا أتى عرفة قال: عرفت ؟ قال: عرفت. وكان قد أتاها قبل ذلك، فلذلك سميت عرفات. [تفسير ابن كثير 1/255]. انتهى
اما القرطبى فيقول: سميت تلك البقاع عرفات لأن الناس يتعارفون بها، وقيل لأن آدم لما هبط دفع بالهند، وحواء بجدة، فاجتمعا بعد طول الطلب بعرفات يوم عرفة وتعارفا، فسمى اليوم عرفة والموضع عرفات [تفسير القرطبي 2/407].انتهى
فهل تصدق تفسير ابن كثير والقرطبى الذى لا يختلف عن حواديت الف ليلة وليلة ويعكس مدى جهل العرب باللغة التى يدعون انها لغتهم؟ ان كنت واثق من صحة خرافات العرب، فإليك الحقيقة
عا ـ رف ـ ات
عرفات.. كلمة مصرية هيروغليفية مكونة من (عا) وتعنى الكبير او العظيم، و (رف) وتعنى سلم او درج مرتفع عن الارض، و (ات) وتعنى السماء كما فى (اتـ ـون) وتعنى رب السماء، وكما فى (اخن ات ون) وتنطق اخناتون اى المخلص لرب السماء
اذن كلمة (عرفات) تعنى سلم الصعود الى السماء، ولا علاقة لها بهراء ابن كثير والقرطبى، وان الوقوف بعرفات رغم انه يعكس فكر المصرى القديم الى حد ما إلا ان محمد ابن امنة سرقه من عادات عرب الجاهلية الذين اقتبسوه عن سوء فهم بالديانة المصرية، مع فارق ان محمد ابن امنة ومن اتبعه اضافوا المزيد من سوء الفهم والتفسير لجهلهم بأصول اللغة المصرية! وبعد هذا يجرأ هذا الاعرابى الدجال ان يقول: وَإِنّهُ لَتَنزِيلُ رَبّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأمِينُ عَلَىَ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيّ مّبِينٍ! عربى؟! يا حرامى يا لص يا جاهل
السرقة من ديانة المصريين وسوء الفهم بسبب جهل العرب بمفردات اللغة المصرية لا حصر له فى الاسلام والامثلة عديدة جدا
سأسرد المزيد من الامثلة فى المقال القادم وسيكون التركيز على ما ورد من الفاظ فى القرآن! واحتفظ للمسلمين بمفاجأة من العيار الثقيل تكشف مدى جهل وتخلف الله ورسوله! وللحديث بقية