عجائب ولاد الميتـ ـناقة
امس وفى احد الفنادق الكبرى خارج القاهرة، كنت فى حالة استرخاء تام استمع لموسيقى هادئة بينما امتع عينى خلسه من وراء نظارتى الشمسية بين الحين والاخر بمشهد رائع تختلط فيه خضرة الاشجار بألوان الزهور واطفال تلهو فى مياه البيسين فى براءة وسعادة فتتراقص اشعة الشمس المنعكسة على سطح المياة وكأنها تعزف سيمفونية، وجوه جميلة مبتسمة ومزيج من الملامح المصرية والاجنبية تضيف حالة من الحيوية والارتياح للمكان... وفجأة.. اشخاص بملامح قاسية بعضهم يرتدى ملابس عربية والبعض ملابس عادية ورجل بملابس ملطخة بالدماء يحمل سكين ضخم فى يده ويجر باليد الاخرى خروف، وقبل ان الم تماما بما يدور، طرح الرجل الخروف ارضا على حافة البيسين وذبحه امام الجميع فى مشهد بشع وسط صراخ الاطفال واصوات استنكار وهرج ومرج
مشهد بشع مر كالصاعقة المروعة، ما هذا الجنون؟ يذبحون خروف فى وسط النهار، على حافة البيسين، دون مراعاة لاطفال واصول وآداب المكان؟ اكاد لا اصدق ما رأيت! فى عرف من ومن هم هؤلاء الاوباش الاقذار الهمجيين؟
إنتهى الهرج والمرج وتحول المشهد الهادئ الرائع الى مكان ملئ بالدم والفوتيات الفارغة، لم اكن الوحيد الذى على صوته طلبا فى تفسير لما جرى من موظفى الريسيبشن
حتى جائنا موظف مسئول معتذرا عما حدث رغما عنه من احد النزلاء، وهنا تعالت اصوات الاستنكار: هو الاوتيل نزلائه جزاريين؟ وهنا تدخل رجل عرف نفسه بإسم باسم الحديدى رئيس قطاع الغرف بالاوتيل وقال: يا سادة لقد حاولت منع ما يحدث قبل وقوعه ولكنهم تمكنوا من استخراج إذن من شرطة السياحة عندما اعترضت على مرور الخروف والجزار والحرس من صالة كبار الزوار، لان صاحب الخروف هو الامير ترك بن عبدالعزيز الذى قام بذبحه تشكرا لله على شفاء ابنته الاميرة سماهر! إولاد دين الكلب، مش كفاية الشوارع والبلد وسخوها بدينهم وتراثهم وخراهم.. كمان الاماكن دى مش عارفين نقضى فيها يوم من غير ما يوسخوه
موضوع شكر اصنامهم لن ينتهى.. عبدالمطلب شكر اللات والعزى بمائة ناقة ذبحا من اجل انقاذ ابنه عبدالله، ومحمد ابن امنة وضعوا على رأسه مائه ناقه لمن يأتى به حيا او ميتا.. لكن يبدو ان مفعول ميتـ ـناقة عبدالمطلب انقذ حياة ابن الميتـ ـناقة.. واحنا اتكتب علينا نعيش وسط اولاد دين الميتناقة