Sunday, August 23, 2009

رمضان
شهر حورس أم الشيطان؟


إن نظرت حولك فى معظم شوارع القاهرة الكبرى، ستجد مشهد يتكرر كل عام، مشهد يصنع ديكوره ويلعب أدوار البطولة فيه عامة الناس، هذا المشهد تجده ايضا خارج العاصمة، فى كل محافظات وقرى مصر... مصر كلها تحتفل بثبوت رؤية الهلال... أو بالاحرى، تحتفل كعادتها منذ ألاف السنين برؤية عين حورس تطل على أرض أجدادنا الفراعنة معلنة بدء شهر الاحتفال بإنتصار الخير على الشر، بإنتصار حورس على عمه الشرير ست

لا شيئ على الاطلاق يمكن طمسه او حذفه من صفحات التاريخ طالما أن هذا التاريخ موثق، لا شيئ يصعب تتبعه ومعرفة أصله ومصدره حتى ان راهنت على جهل عامة البسطاء من الناس، لان الحقيقة على بعد خطوات منهم ولا يمكنك حجبها او اخفائها للابد

أجمل ما فى الاساطير المصرية القديمة أنها قامت على ما نسميه (منطق الحكماء)، والحكيم عند الفراعنة لم يكن سوى شخص معروف بالعلم والحكمة وسعة الافق. وكان من عادة المصريين القدماء والتى ورثناها عنهم.. الترميز، اى استخدام رموز من معطيات الحياة لتصوير الواقع سواء كان حقيقة او نظرية بطريقة تجعله جزء من حياة الناس، مع ملاحظة ان انتقائهم لتلك الرموز لم يكن بأى حال من الاحوال متناقض مع حقائق الواقع، فكما سطروا اسطورة خلق الحياة على الارض من الماء التى اقتبستها كل الاديان دون استثناء، سطروا اسطورة انتصار الخير على الشر المتمثلة فى انتصار حورس على ست

تقول الاسطورة التى وردت بكتاب الموتى، ان ست، الشيطان الشرير إله الريح والعواصف نمى الى علمه ان حورس ابن عدوه أوزيريس سيجتمع بالاله العظيم رع فخطط ست لقتل حورس، تجسد ست فى هيئة خنزير ضخم ولون جلده بلون السحاب القاتم المخيف ومر بالقرب من رع وحفيده حورس مكشرا عن انيابه ليلقى فى نفس حورس الرعب، وفجأه قذف ست كرة من النار أقتلعت عين حورس، فحلت لعنة الاله العظيم رع على الخنزير، ولم يعد مباح للناس أكله، كما لم يعد يسمح لمن يقوم بتربيته بدخول الهياكل والمعابد، أصبح الخنزير الملعون ذبيحة حقيرة يبتاعها المصريين عند ثبوت رؤية هلال القمر الذى يرمز لاحد عين حورس، وعندما تحين ليلة إكتمال القمر، يبدأ المصريين فى الاحتفال بإكتمال عين حورس (القمر) وينحرون الخنزير تلك الليلة، ليس كقربانا او حبا فى الخنزير وانما كراهية لهذا الحيوان الملعون الذى يسيلون دمه إنتقاما من الشيطان الشرير ست الذى تجرأ واقتلع عين حورس.. ولا زال يفعل فى سماء مصر عندما يقتلع القمر من سمائها فيعم الظلام وتعم الوحشة

بداية ظهور هلال القمر كانت ترمز لعودة عين حورس وانتصاره على قوى الشر والظلام، وعند ثبوت رؤية الهلال يبدأ المصريين فى اعداد
الفطائر التى تشبه هلال القمر (الكروسان الان) الذى كان يصنعه المصريين من افضل ما لديهم من دقيق وزبد، وتستمر هذه الاحتفالية طوال الشهر، ولم يكن الاحتفال دون مغزى عقائدى او حكمة روحانية، فقد احب اجدادنا الفراعنة الاله أوزيريس الذى مات ويعث حيا من موته ليكفل لهم الحياة الابدية بعد قيامهم من الموت، وكذلك كان حبهم للاله حورس المتمثل فى القمر، فهو ليس مجرد رمز لا قيمة له ولكن له تأثير بالغ الاهمية والاثر فى حياة الكائنات، يرفع منسوب المياة فى النيل كلما اقترب، ويضيئ بنوره سماء مصر معلنا انتصاره على قوى الشر والظلام

تسربت الاسطورة عبر التاريخ الطويل الى العديد من الامم، اتخذ العبرانيين القدامى الخنزير طوطما حرموا مسه، ثم حرموا أكله واعتبروه رجسا من عمل الشيطان لا يجوز أكله إلا فى حالة المجاعة وضمن طقوس دينية مسروقة عن الفراعنة، كما حرم السومريين تقديم لحم الخنزير الى كهنة المعابد، ووجدت الاسطورة طريقها الى الاغريق وادعت ان الخنزير هو قاتل ادونيس عاشق افروديت، وغيرهم العديد من الاساطير

ولكن ما سر احتفال المسلمين برؤية الهلال؟

لماذا صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ ؟

ما سر اعتلاء قبب المساجد ومأذنها لهذا الهلال؟ قارن بين الصورة عاليه وبين الهلال المذنب الذي يعلو المساجد.. ياله من تشابه مريب

هل هذا التقديس مجرد صفة؟ هل أعجب إله ابن امنه بأسطورة حورس ورمزية القمر والهلال عند الفراعنة فقرر حشرها فى الاسلام؟

ما سر تطابق هذا التوقيت من السنة بين اسطورة الفراعنة وطقوس الاسلام فى رمضان؟

هل هى صدفه ان يعنى لفظ رمضان المأخوذ عن رمض شدة لهيب الحر؟ وهل لهذا علاقة بكرة اللهب الذى اقتلعت عين حورس والتى نراها تعلو الهلال بالصورة؟

ما سر تزامن تصنيع العجائن كالكعك الذى يرمز لعين حورس والقطايف والكروسان الذي يرمز للهلال خلال هذا الشهر دونا عن غيره من شهور السنة تماما كما فعل اجدادنا الفراعنة؟

ما سر تطابق اسطورة الفراعنة من انتصار حورس على الشيطان ست وظهور حورس فى السماء، مع تصفيد الشياطين بالسلاسل فى شهر رمضان ؟ إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ! يا لها من صدفه

أأجل اذا الحديث عن الشياطين والجن والعفاريت الى المقال القادم احتراما واجلالا لطقوس أجدادنا الفراعنة