Tuesday, February 03, 2009

السماوات السبع

رأينا فى المقال السابق كيف ان القرآن يحوى بين دفتيه تناقض صارخ فيما يخص موقع الله وعرشه، ففى سورة السجدة آيه 5 قال انه: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ، وفى سورة المعارج آيه 4 قال: َعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ! اى ان هناك فرق يساوى 49 الف سنه مما تعدون بين الايتين، ورأينا انه حتى ان فرضنا ان كاتب القرآن أخطأ او نسى ما قاله فى سورة السجدة وان عرش الله يبعد عنا بما يساوى 50 الف سنه قمرية اى 0,003 سنة ضوئية، فهذا هراء يفضح مدى جهل كاتب هذه الايات بالكون الذى يحوينا .. لماذا؟

نحن سكان كوكب الارض نعيش داخل مجرة درب التبانة، والتى ندور حول مركزها بسرعة 250 كيلومتر فى الثانية الواحدة، مركز نبعد عنه بمقدار 28 الف سنة ضوئية (264880 تريليون كيلومتر) وفقا لبيانات الإيسا التى أكدها قمر القياسات الفلكية هيباركوس
وبما اننا نحتاج الى 220 مليون سنة ميلادية وليس 50 الف سنة قمرية مما يعدون للدوران مره واحدة حول مركز المجرة فهذا يعنى اننا.. اى كوكب الارض بسكانه طاف ما يقرب من 21 مره حول المجرة منذ تكون مجموعتنا الشمسية منذ 4,6 بليون سنة مضت، ولم نرى أى أثر لا لله أو لملائكته أو عرشه او جنده او موامسه من الحور العين والولد المخللون ولا أثر لجناته أو جوهنومه اى جهنمه ولم ترصد أقمار البشر الصناعية التى تجوب الفضاء ليل نهار أى نشاط الهى من اى نوع لا فى الثلث الاخير من الليل فوق مكة ولا فوق لاس فيجاس ولا حتى بالقرب من خرابة الحاجة سوسو آحييه رضي الله عنها وارضاها

إذن اين هذا الاله العبيط الذى قال انه يبعد عنا على اقصى تقدير بـ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مما تعدون؟ أين عرشه الذى عرج اليه أبن أمنه؟ فص ملح وذاب فى فضاء المجرة؟ أم التهمه ثقب أسود ولهذا اختفى ولا يستطيع الوفاء بوعده كما قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

لا سماء ولا عرش ولا ملائكة ولا جنود أو حراس ولا جنات ولا نار ولا جن يحاول التسلل الى جنات لا وجود لها، ولا اى اثر على الاطلاق لاى الهة تبعد عنا بخمسين الف سنة قمرية (السنة القمرية تقل 11 يوم عن الميلادية) مما يعد العرب الجرب الحفاة ولا حتى 50 الف سنة ضوئية، وصدق الله العبيط حين قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ

فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ؟
لا تسألنى عن سبب جعله للملائكة اجنحة لانه يبدو انه يجهل تماما طبيعة الفضاء! ولا تسأل عن فائدة الاجنحة فى الفضاء ان لم يكن لدى الملائكة محركات نفاثة محشورة بمؤخراتهم! ولا تضحك او تسخر من مثنى وثلاث ورباع لانها لازمة على لسانه لطالما كررها كلما تحدث عن النيكاح

ولكن دعنا نتساءل عن اى سماوات يتحدث هذا الجاهل؟
عن السماوات السبع؟
من أين سرق هذا الجاهل العبيط اسطورة السماوات السبع؟

الدارس لتاريخ الفراعنة يعلم علم اليقين ان اصل ومصدر فكرة السماوات السبع مسروق عن الفكر العقائدى لاجدادنا الفراعنة، وكتاب الموتى يحوى الدليل والبرهان بوضوح لا ريب فيه
ببردية آنى على سبيل المثال نجد أوزيريس ـ آنى يمر بسبع بوابات تمثل المدخل لسبع سماوات وان تلك السماوات تمثل مقارا أى منازل إلهية مختلفة وتلك المقار تسمى بالهيروغليفية (عرت) اى السماء العليا التى تقطنها الالهة، (ع) وتشير للرفعة والعظمة و (ت) ترمز الى السماء، و (ر) ترمز الى الحركة والمكان، وسيجد الباحث فى الفصل رقم 144 والفصل رقم 147 شرحا مفصل لتلك السموات وابوابها وحراسها واسماء الالهة (الملائكة) المسؤلين عنها، كما سيجد بالطبع نص الترانيم والابتهالات الدينية والتى انقل منها بعض المقاطع القصيرة


فى الفصل 26 من بردية آنى، الترنيمة الخامسة يقول فيها: لعل أبواب السماء تفتح لى. ويستطرد فى الفصل 86 والترنيمة 13: أيا حراس الابواب.. لقد شققت طريقى اليكم، انا مثلما انتم.. بزغت الى النور.. مشيت على ساقى.. نلت السيطرة على خطواتى الى حيثما يسير المتلألئون فى الضوء.. لقد ادركت الطريق المؤدى الى ابواب الفردوس

كما أتى ذكر تلك السماوات فى الفصل 84 فى النص رقم 15 حيث قال الإله: أنا الإله الذى بزغ من الهيولى.. روحى هى الإله.. روحى هى الابدية.. أنا خالق الظلام.. عينت له موضعا على حدود السماوات.. أنا سيد الابدية الواحد الممجد

إذن فكرة السماوات السبع والعرش الالهى مسروقة من الفراعنة ولم يكتفى العرب بسرقة السماوات السبع الفرعونية وابوابها وحراسها بل اعطوها اسماء مثل رقيع وقيدوم وعاروم وارفلون وهيفوف وعروس وعجماء، وصبغوها بألوان منها الابيض والنحاسى والفضى والذهبى والاخضر والكوسكوسى! وكلها تجرى من تحتها انهار الماء والخمر واللبن والعسل وترمح من فوقها موامس الرحمن من الحور العين فى انتظار العرب الجرب ذوى الوجوه المقفهرة والسحنة العفنة والرائحة الكريهة لينعموا بالماء والخمر واللبن والعسل ومضاجعة موامس الله وولده المخلدون ويحولون جناته الى زرائب قذرة تفوح منها رائحة العرب

المشكلة الوحيدة هى ان سماء الله التى قال انها تبعد عنا بمقدار 50 الف سنة ليس لها وجود فى الواقع! لا سمائه ولا عرشه ولا هو ولا ملائكته ولا جناته ولا موامسه.. كلهم لا وجود لهم سوى فى كتب الاسلام وخيال المسلمين