Thursday, January 25, 2007

نزول الوحـل


عندما اعود بذاكرتى الى ماضى ليس ببعيد، فأتذكر عندما كنت اعتنق الاسلام وكيف كنت اتأمل واناقش امورا تعتبر من المسلمات فى الاسلام مثل عذاب القبر والحسد والسحر والجن، كنت فى حالة بحث وصراع دائم بين ما اقرأ فى دينى وبين عقلى المتأهب دون هوادة للبحث عن الحقيقة، الحقيقة المطلقة التى لا تتناقض وخصائص الواقع الذى يحتوينا و لا ترضخ للمشاعر والاحاسيس او تتأثر بمعتقدات الاباء والاجداد، كثيرا ما كنت أتعجب ويصيبنى الاستنكار والاشمئزاز، و أتسائل... كيف لعاقل ان يؤمن بوجود شيئ دون إدراك وفهم ووعى لهذا الشيئ؟ كيف يمكن لعاقل ان يقبل بمسلمات عقائدية دون تمييز بين ما يمكن للعقل القبول بكونه يرتقى الى مستوى الحقيقة أو رفضه بإعتباره ضرب من الخيال؟ إلى اى منحدر يقود الانسان نفسه وبرغبته عندما تسيطر عليه معتقدات متوارثة فتفقده القدرة على التمييز أو التعامل مع معطيات الواقع فيصبح سجينا لتلك المعتقدات

العجيب والغريب جدا ان يعتقد انسان بصحة شيئ الى حد ان يسلبه هذا الاعتقاد قدرته على التمييز بين الخرافات وبين حقائق قد تحميه من عبث تللك الخرافات التى تصيب الانسان بالانبهار وتعميه عن مخاطرها التى قد تؤدى بحياته، فمنذ ابتعدت الاديان عن وجهها الوثنى القبيح بمرور الزمن، وتحولت الالهة من اكباش وبعول من الاحجار والمعادن الى ألهة ميتافيزيقية، تحول معها منطق الاديان جميعا ودون استثناء الى منطق بدائى يمكن تلخيصه فى سطور: انت تؤمن بوجود خالق؟ إذن انت تؤمن بالله لأن الله هو الخالق! وهذا خطأ كبير! من قال ان الخالق اسمه الله؟ الرسل والانبياء. وهل اختلف الرسل والانبياء فى تسمية خالق الكون؟ نعم اختلفوا وسبب الاختلاف هو توراث المعتقدات واستقدامها من اكثر من موطن ولغة، فالاصل اللغوى للفظ الله هو إيل فى اللغة الارامية، الذى مر بمراحل عديده من إل فى اللغة الآرامية القديمة، إلى يهوه ثم إيلوه فى اللغة العبرانية، مرورا باللاه فى اللغة النبطية، ثم اللة و اخيرا الله فى اللغة العربية. اذن لفظ واسم الخالق من صنع بشر؟ نعم و لا! نعم.. لان التاريخ يؤكد ان الاسم من صنع بشر، ولا.. لان الاسم وان كانت الاديان حديثا ترمز به الى الخالق إلا انه فى واقع الامر ليس اسم خالق الكون ولكنه دون ادنى شك اسم وثن! إذن كيف يرتضى انسان عاقل لربه وخالقه ان يُسمى بأسماء ومرادفات أوثان؟ بل كيف لخالق الكون الحقيقى ان يرضى لنفسه بأن يطلق عليه اسم وثن وان يصف نفسه بالعديد من اسمائها؟ مرة اخرى من قال ان الخالق ارتضى هذا لنفسه؟ ومرة اخرى الاجابة هى: من يسمون انفسهم بالرسل والانبياء

مهما حاول تجار ومرتزقة الاديان إضفاء النورانية والروحانية على اديانهم الوضعية و أوثانهم الحجرية والبسوها زى التقوى ورداء الاجلال والتعظيم فستظل الاكباش والبعول اكباشا
وبعول، وستبقى الحقائق المدونة فى ذاكرة التاريخ تلاحق اديانهم واللهتهم، تفضحها وتفضح اكاذيبهم، و ستبقى اساطير وألهة السومريين و الكنعانيين و بعول تموز و كنعان و مولك و أدونيس، وإنان، وعشتار، و رب الارباب إيل، وخدمه ومساعديه الاوفياء السامعين الطائعين عزرا إيل، و جبرا إيل، و إسماع إيل، و إسرا إيل، و عموا إيل، وستبقى مدينة باب إيل (بابل اليوم) التى بناها الاكاديين والكلدانيين فى عهد الملك نبخزنصر، شاهدا على أصل وفصل الاديان مهما حاولوا اخفاء وطمس التاريخ، ويظل السؤال الازلى... لماذا يصر غالبية الناس على الاعتقاد بخرافات واساطير واكاذيب من سبقونا؟

لقد عانى محمد من الضلالات والتهيؤات التى ورد ذكر العديد منها فى القرآن و الاحاديث و كتب السيرة نتيجة لميراثه الجينى المريض والذى امتد اثره من جده عبد المطلب، لابوه عبدالله وامه امنة، الى محمد وابناء وبنات محمد، حتى حفيده الحسين ابن فاطمة لم يسلم منه فدفع حياته ثمنا لميراثه الجينى والعقائدى. اعراض المرض العقلى الذى عانى منه محمد لا تقف عند نوبات الصرع التى تنتابه بين الحين والاخر ولكنها تتضح جليا فى روايات محمد وزوجاته، ففى صحيح البخارى، باب بدئ الوحى وحديث رقم 2 يشرح حال محمد عند نزول الوحى، ونص الحديث: حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة أم المؤمنين ‏ ‏رضي الله عنها ‏
‏أن ‏ ‏الحارث بن هشام ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏سأل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أحيانا يأتيني مثل ‏ ‏صلصلة ‏ ‏الجرس وهو أشده علي ‏ ‏فيفصم ‏ ‏عني وقد وعيت عنه ما قال وأحيانا يتمثل لي ‏ ‏الملك ‏ ‏رجلا فيكلمني فأعي ما يقول قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ‏ ‏فيفصم ‏ ‏عنه وإن جبينه ‏ ‏ليتفصد ‏ ‏عرقا

سأتحدث عن المزيد من تهيؤات وضلالات محمد لاحقا، واعود الى بداية الوحى، لقد فسر القس الكهل الاعمى ورقة ابن نوفل احدى حالات الصرع التى كانت تنتاب محمد بأنها نذير وبشرى بنبوة محمد، لقد كان ورقة ابن نوفل الذى كان رئيسا لكنيسة مكة النسطورية انذاك يخطط منذ وقت ليس بقصير لاعداد خليفة له يتولى امور كنيسته فرأى فى زوج ابنة عمه، محمد ابن امنة ضالته المنشودة، فلطالما سمع عن طاعته وولاءه لخديجة وعن معاناته النفسية وانطوائه بعيدا عن الناس فى غار حراء، لقد كان ورقة ابن نوفل هو من بشر ابنة عمه وزوجة محمد بنبوة محمد، و اسلمت خديجة المسيحية على الفور، إلا ان ورقة ابن نوفل رغم سعادته البالغة واعلانه لامنيته ان يعيش ليرى محمد وقد اخرجه الناس نبيا جديدا لدين وضع هو حجر اساسه منذ سنوات، امتنع عن الدخول فى الاسلام واعتناق الدين الجديد! فلماذا؟ هل من سر يخفيه ورقة ومحمد عن الناس؟ لقد عاش ورقة حقبة من الزمن بعد ظهور الاسلام و نزول جبريل بالوحى... فهل كان جبريل ينزل فعلا بالوحى، ام كان محمد يتلقى من ورقة ابن نوفل الآيات المكية الاولى فى كتاب الاسلام... القرآن؟ آيات اتسمت بالتسامح والمحبة والمغفرة، آيات لا تدعو الى إهدار الدم والاكراه على اعتناق الدين. ثم مات ورقة ابن نوفل! فهل كان لموت ورقة ابن نوفل أثر ما فى نفس محمد او على نزول جبريل بالوحى؟

كتاب السيرة النبوية لابن هشام يؤرخ واقعة نزول الوحى فيقول فى مختصر السيرة عن بدء الوحى مايلى : ـ

في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة . فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء . فكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد . قبل أن ينزع إلى أهله . ويتزود لذلك . ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى فجأه الحق ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ . قال فأخذني فغطني ، حتى بلغ مني الجهد . ثم أرسلني . فقال اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني . فقال اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثالثة . تم أرسلني ، فقال لي في الثالثة اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده حتى دخل على خديجة بنت خويلد . فقال زملوني ، زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع . فقال لخديجة - وأخبرها الخبر - لقد خشيت على نفسي . فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا . إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى - ابن عم خديجة - وكان قد تنصر في الجاهلية . وكان يكتب الكتاب العبراني . فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة يا ابن أخي ، ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى . فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ؟ قال أو مخرجي هم ؟ قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم أنشد ورقة

لججت ، وكنت في الذكرى لجوجا
لهم طالما بعث النشيجا

ووصف من خديجة بعد وصف
فقد طال انتظاري يا خديجا

ببطن المكتين على رجائي
حديثك أن أرى منه خروجا

فلم يلبث ورقة أن توفي وفتر الوحي حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا . حتى كان يذهب إلى رءوس شواهق الجبال يريد أن يلقي بنفسه منها ، كلما أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام ، فقال " يا محمد إنك رسول الله حقا " فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طال عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة تبدى له جبريل فيقول له ذلك . فبينما هو يوما يمشي إذ سمع صوتا من السماء . قال " فرفعت بصري . فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت إلى أهلي ، فقلت : دثروني . دثروني . فأنزل الله: يا أيها المدثر قم فأنذر. فحمي الوحي وتتابع. (انتهى) ـ

وتتركنا رواية نزول الوحى نتساءل: ـ

ـ لماذا فرح القس ورقة ابن نوفل هذا الفرح العظيم وكان واثقا كل الثقة من نبوة محمد، ألم يكن من الاولى بمحمد ان يدرك ذلك لانه هو النبى المرسل والمختار من الله وليس من ورقة ابن نوفل؟

ـ ما الذى كان يكتبه القس ورقة ابن نوفل على وجه التحديد؟ وما هو الامر الذى طال انتظار ورقة ليتحقق؟ نشر دينه الجديد الذى عكف على اعداده وصياغة بعض اياته؟

ـ لماذا حزن محمد كل هذا الحزن، لدرجة انه حاول مرارا الانتحار؟ وهل كان الحزن لوفاة القس ورقة ابن نوفل ام بسبب فتور الوحى؟

ـ لماذا فتر الوحى لحقبة من الزمن بمجرد وفاة ورقة ابن نوفل؟

ـ هل فتر الوحى فجأة بسبب حزن الله على وفاة ورقة ابن نوفل، فلم يرسل جبريل بآيات بينات واكتفى بإرساله ليخفف من حزن محمد؟

ـ هل انزل الله جبريل بالوحى اخيرا؟ ام انه دحية الكلبى تدخل لانقاذ صديقه ورفيقه محمد؟

ـ لماذا تغير وجه الدين بعد رحيل ورقة ابن نوفل من دين يدعوا الى المحبة والتسامح وعدم اكراه الغير عى اعتناقه الى دين دموى يبدل آيات التسامح بآيات الارهاب والقتل؟

الحديث عن نزول الوحل على محمد لم ينتهى... وللحديث بقية



Sunday, January 14, 2007

إغتصاب محمد


لقد اثبت العلم ان تأثر الانسان بميراثه الجينى لا يقف فقط عند بصمتة الوراثية، ولكن يتخطاها بسبب المؤثرات البيئية (المحولات الفوقوراثية) التى تقوم بتعديل الجينات (إدخال او حذف فى سلسلة الحمض النووى) وربما تمتد الى تغيير فى سلسلة البروتين ايضا. بلغة ابسط ... ان كل ما يتعرض له الفرد فى حياته... ليس فقط من ملوثات بيئية، ولكن ايضا من معاناة نفسية، يتم توريثها الى الابناء والاحفاد





لقد عانى محمد قبل مولده وفى طفولته للعديد من المؤثرات والمصاعب التى تركت اثارا نفسيه سيئة فى نفسه، ليس لكونه ولد يتيما بل لمعاناته من طفولة قاسية فى مجتمع بدائى همجى، يقتل فيه القوى الضعيف، تدفن فيه الرضيعات احياء، ويباع فيه الرجال والنساء والاطفال والالهة جنبا الى جنب فى الاسواق مع البهائم، مجتمع يحج فيه الرجال والنساء عراه حول بيت الاصنام المسمى الكعبة، وتنحر رقاب الاطفال والعبيد والخراف والابل تحت اقدام أصنام من الحجر، مجتمع انتشرت به الدعارة والشذوذ ونكاح الاطفال

فهل تعرض محمد للنيكاح أو الإغتصاب الجنسى فى طفولته؟

لقد اجهض رجلين فوق محمد وهو طفل فى عامه الرابع وطرحاه ارضا بينما كان يلهو مع صبية فى بادية بنى سعد، الامر الذى جعل ابناء حليمة السعدية يفرون تاركين محمد يواجه مصيره، وعندما عاد الصبية الى حليمة لاخبارها ذهبت لنجدة محمد لتجده وحيدا منكسرا، تبدو عليه علامات الاجهاد وكما لو كان قد اصابه مكروه! فهل تعرض محمد لمحاولة اختطاف او اغتصاب؟ لا احد يدرى فمحمد كان صغيرا، ولو لم تقص حليمة هذه الرواية لما علم بها احد... ولكن... يبدو ان محمد قد تعرض بالفعل للإغتصاب فى صباه، فقد جاء فى كتب السيرة النبوية (سبرة ابن هشام ـ الجزء الثانى) فى ذكر إسلام أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبى أمية بن المغيرة، اعترافا ضمنيا من محمد بإغتصابه على يد ابن عمه أبو سفيان بن الحارث... جاء فى سيرة ابن هشام ما يلى: ـ

قال ابن إسحاق : وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فيهما ، فقالت يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك ، قال لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي (فهتك عرضي) ، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال في بمكة ما قال. قال فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بني له فقال والله ليأذنن لي أو لآخذن بيدي بني هذا، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما، ثم أذن لهما، فدخلا عليه فأسلما

لفظ هتك العرض وان كان يستعمل احيانا فى وقتنا الحاضر للتعبير عن الاساءة البالغة الى الشرف ويوحى دائما الى وقوع انتهاك جنسى مباشر او غير مباشر، إلا ان المعنى المؤكد فى معاجم اللغة أنه يعنى الاغتصاب البدنى، والذى يؤكد ان محمد قصد من كلامه الاغتصاب البدنى وليس اللفظى انه عندما تحدث عن ابن عمته وصهره أكد ان الاساءة كانت لفظية ولهذا قال محمد (قال فى بمكة ما قال). ماهى عدد المرات التى تعرض فيها محمد ابن آمنة للإغتصاب؟ لا احد يدرى، فهذه الامور نادرا ما يعلن عنها الشخص الذى يتعرض لها، رغم انتشار نكاح الصبية والفتيات الصغيرات فى المجتمع الجاهلى انذاك واشتهار العرب به الى اليوم، ولكن ما نعلمه ان محمد تأثر كثيرا بما تعرض له من ايذاء، وربما ساهم ما تعرض له محمد من اغتصاب فى صغره فى اختلاق صور لولد مخلدون يٌستغل فيها الصبية الصغار فى الجنة فى ادوار تقترب مما تعرض له هو فى الارض، الطواف على الاخرين لتنفيذ رغباتهم بما فى ذلك الجنس! يا لها من معاناه! لقد عُرف عن محمد حبه الى الانطواء والخلوة، وكثيرا ما كان يختفى عن الانظار لساعات طويلة فى غار حراء، لا احد يعلم ماذا يفعل او ماذا يُفعل به! واستمرت معه هذه العادة لسنوات طويلة، حتى بعد زواجه من خديجة التى تعايشت مع معاناته ورضت بها الى ان عاد اليها ذات ليلة منهكا، خائر القوة، يرتعد ويتصبب عرقا! فما الذى اصاب محمد هذه الليلة اكثر من اى يوم مضى، وكان بداية لمعاناة جديدة دفعت بمحمد الى محاولات عديدة للانتحار؟

للحديث بقية


Monday, January 08, 2007

من هو عبد المطلب؟


اسمه شبيبة الحمد، وسمى بعبد المطلب فى إشارة للولاء والطاعة لآحد ألهة العرب الإله المطلب، فكما نعلم ان العرب من هواة عبادة الاصنام لطالما صنعوها وتاجروا بها والتهموها فى بطونهم ايضا، ومناة و مناف والمطلب واللات والعزى و هُبل واللاه هم من اشهر اصنام الجاهلية العديدة الذى يرأسهم اكبر واعظم الاوثان مكانة... الله... رب الكعبة


وقد ورد بكتب السيرة ان عبد المطلب قال للإله هُبل فى حضرة عشيرته: لئن آتانى الله عشرة أولاد وبلغوا لأنحرن أحدهم عند الكعبة قربانا. فلما تحققت أمنية عبد المطلب لم يوافقه آل قريش على ذبح عبدالله الذى وقعت قرعة الاقداح عليه وقرروا فدائه بالإبل، فجاء عبد المطلب بعشر من الاِبل فساهم عليها وعلى عبد الله فخرجت السهام على عبد الله، فزاد عشرا فلم تزل السهام تخرج على عبد الله، ويزيد عشراً فلما أن خرجت مائة خرجت السهام على الاِبل، فقال عبد المطلب: ما أنصفت الالهة، فأعاد السهام ثلاثا فخرجت على الاِبل فقال: الآن علمت أن الالهة قد رضيت... فنحرها


والسؤال الذى لا مفر منه: هل كان عبد المطلب مجنون ليفكر فى نحر رقبة ابن من ابنائه تشكرا لـ هُبل؟ كيف لعاقل ان يقدم على نحر رقاب مائة ناقة لارضاء ألهة من الحجر؟ أعلم ان العرب اغبياء، ولكن الاعتقاد بألوهية هذه الصخور الى هذا الحد يتعدى درجات الغباء القصوى الى درجات التوهّم والاعتقاد الخاطئ بقدرة ألهة مصنعة من الحجارة على العطاء والمنح وإيذائه ان لم يوفى بالنذر، برغم وضوح حقيقة الالهة ومعرفته بأنها مصنوعة بيد بشر، وثبوت الأدلة بعدم قدرة ألهة من الحجارة والعجوة على الشفاعة او المقدرة على المنح او الايذاء! الم يشاهد عبدالمطلب ولو مرة واحدة فى حياته كلب يتبول او يتبرز على جدران الكعبة او عند اقدام الالهة، فيتعلم من الكلاب ان الالهة وبيتها حجر أصم يفتقد القدرة على إدراك ما يدور حوله؟

لقد مات ابوه (هاشم بن عبد مناف) قبل ان تلده امه (سلمى بنت زيد) فهل مات ابوه من مرض غامض انتقل الى عبد الله الذى مات ايضا قبل مولد ابنه محمد؟ أم ان تكرار نفس الواقعة لمحمد... صدفة! ثم... كيف يتباهى محمد بجده الوثنى رغم علمه بأن جده كاد ان ينحر رقبة والده تحت اقدام هُبل؟ هل عانى محمد نفسيا ونمى لدية الاحساس بالمهانة الى حد الاضطرار الى اخفاء مشاعره الحقيقة تجاه جده عبدالمطلب؟ انا ابن الذبيحين... هكذا كان يردد محمد... ليؤكد علمه بما كاد ان يفعله جده بأبيه... فهل كان محمد يحب جده حقا كما كان يردد... ام انه كان يعانى صراعا نفسيا دفعه للكذب وإظهار غير ما يبطن؟

اعتقد ان الاجابة يمكن استنتاجها من اقوال محمد المتضاربة، وقد جاءت الاجابة فى سورة الانعام آية رقم 31 التى اعلن فيها محمد حقيقة ما يكنه من مشاعر القرف تجاه جده عبدالمطلب، فى قوله: وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ

صراع محمد النفسى نشأ وكبر معه منذ نعومة اظافره، إقصائه من بيت حليمة السعدية الذى نشأ فيه وإعادته الى ام لم يعرفها عن قرب، مشاهدة امه تموت وهو طفل فى السادسة اثناء عودتهم من زيارة اهلها، حياته مع جد يكرهه لعلمه انه كاد ان يذبح ابيه، تعرضه للإغتصاب الجنسى على يد ابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فضحه والتشهير به من قبل ابن عمته وصهره عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، إزدياد معاناته النفسية ومحاولاته العديدة للإنتحار لوفاة ورقة ابن نوفل

وللحديث بقية